اختتمت يوم أمس الخميس أعمال الحلقة النقاشية الدولية الأولى التي نظمها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية تحت عنوان «مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية: آفاق الريادة والتميّز» في فندق الهوليدي إن الازدهار بالرياض واستمرت ثلاثة أيام. وكان نائب وزير التعليم العالي د. أحمد السيف قد افتتح أعمال الحلقة يوم الثلاثاء الماضي في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، بحضور نخبة من المثقفين والمفكرين، المهتمين باللغة العربية وشؤونها، ومن أصحاب الخبرات، والتخصصات الفرعية والدقيقة، في علوم اللغة العربية، من داخل المملكة وخارجها. وقد تحدث في حفل الافتتاح رئيس مجلس أمناء المركز د.محمد الهدلق، مبينًا أن المركز يسعى لتحقيق أهدافه المنشودة في خدمة اللغة العربية، بالتعاون مع مختلف الجهات الأكاديمية والمؤسسات الثقافية والمهتمين. كما ألقى د. محيي الدين محسب كلمة المشاركين، عبر فيها عن شكر المشاركين وتقديرهم لإدارة هذا الملتقى العلمي المرموق، وانطلاق مستوى التخطيط اللغوي للعربية والاهتمام بها، مؤكدا أنّ نجاح المملكة هو نجاح للأمتين: العربية والإسلامية، ثم ألقى د.أحمد بن عبدالله السالم (وكيل جامعة الإمام لشؤون الطالبات) قصيدة شعرية، أعقبه د. أحمد بن محمد السيف بكلمة أشاد فيها بجهود القيادة الرشيدة في خدمة اللغة العربية ورعايتها، منوهًا - في السياق نفسه - بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية. فيما أوضح الأمين العام للمركز د. عبدالله الوشمي بعد انتهاء بأن الحلقة النقاشية الأولى تأتي لتكون مسارًا رئيسًا يطرحه المركز من أجل بناء استراتيجيته ووضع لوائحه وأنظمته وبرامجه، وأن يستفيد من خبرات المعنيين في مرحلة التأسيس التي يعيشها، لافتًا إلى أن مجلس أمناء المركز سينعقد بعد انتهاء أعمال الحلقة لمناقشة الرؤى والاقتراحات والبرامج التي ناقشها المجتمعون وأوصوا بها. وكانت أولى حلقات النقاش قد تناولت «اللغة والهوية» شارك د. إبراهيم بن سليمان الشمسان، ود.مازن بن عبدالقادر المبارك، ود. محمد إسماعيل صالح ، ود. نهاد ياسين موسى، ود. نورة بنت صالح الشملان، وأدارها د. عبدالله الوشمي، حيث ناقش المشاركون هوية اللغة العربية وكيفية المحافظة عليها؛ مشيرين إلى صمود اللغة العربية بوجه الحملات التي استهدفتها، ونوه المتحدثون بضرورة تعلم المواطن العربي جميع اللغات التي تمكنه من معرفة ما يدور حوله، وعدم إهمال لغته الأساسية، أو الوقوع في ثنائية التضاد بين اللغة العربية والإنجليزية أو الفرنسية، مطالبين أن تفتح أسواق العمل أبوابها أمام المتعلمين باللغة العربية، مطالبين المركز بمتابعة تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمرات والملتقيات المتصلة بهذا الجانب، وآخرها مؤتمر بيروت للغة العربية، ومؤتمر الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بهذا الشأن. وفي جلسة يوم الأربعاء التي أدارها د.عبدالعزيز المانع قدم عضو مجلس أمناء المركز د.محمد الربيع ورقة عمل، سلط فيها الضوء على أهداف المركز، واستراتيجية عمله المستقبلي، بالاستفادة من الفعاليات والمناشط، شارحا أهمية تعامل المركز مع الضرورات والمستجدات التي تمثل تحديًا أمام اللغة العربية، وفي مقدمته قضية المصطلحات في مختلف مجالات الحياة، التي يتركز جزء منها في اللغات الأجنبية. وشهدت الورقة العديد من المداخلات. فيما تناولت الجلسة الثانية التي أدارها د. محمد بن علي الصامل «مجالات عمل المركز»، وشارك فيها د. إبراهيم بن مراد بن عمار، و د. تركي بن سهو العتيبي، د. محمد حسن عبدالعزيز ود. نوال بنت إبراهيم الحلوة، وركز المشاركون في الجلسة على مجالات عمل المركز من واقع الأهداف المعلنة، وتضمنت المداخلات عددًا من المقترحات التي يرون أنها تترجم أهداف المركز إلى واقع ملموس على الأرض. وخلصت إلى أهمية أن يركز المركز على مجالات عمله ابتداء من المسح الشامل لنتائج الملتقيات الخاصة باللغة العربية، وتفعيل نتائج هذه الملتقيات؛ كونها تحمل نتائج طيبة، ولا نحتاج إلى بحثها من جديد وإنما تفعيلها والبناء عليها.