عندما تفقد مصداقيتك تفقد كل شيء ، وخصوصا في الاعلام ، البعض يتوقع انه اكبر من هذا الفقدان ، فيعيش في اجواء خيالية ينتعش ويتلذذ من أي تهميش يحدث له ، نوعيات متعددة من الاعلاميين والفنانين اصيبوا بداء فقدان المصداقية ، واستمروا يقدمون اعمالهم بصيغة التحدي والمناكفة ويعيشون لحظات تختلف عن واقعهم . حافظ الميرازي المذيع المصري الذي لفظته الجزيرة ، وفتحت له الابواب قناة العربية ، ارتكب حماقة تاريخية في اخلاله بالشرف الاعلامي المؤتمن عليه ، من خلال جر العربية للإساءة لبلد العربية بأسلوب رخيص ومقزز وغير مجد وفي غير محله في تلك الفترة ، ومن الطبيعي ان تلفظه العربية ايضا وبدون لوم عليها ، وكما هي الحياة في تفاصيلها ، وتطبيقنا لمثل ان لكل ساقط لاقط ، وجد الميرازي فرصته في قنوات دريم ، وقدم برنامجا يهتم بالشأن المصري بعنوان "بتوقيت القاهرة" ولان الاعلام المصري بعد الثورة فقد شخصيته واتزانه ، ومن ثم فقد الكثير من احترامه واصبح كالصحافة الصفراء التي كانت في عهد الرئيس مبارك ، فلم يكن ما يقدمه الاعلام المصري فضائيا سوى هرطقة اعلامية مفتعلة، ما عدا بعض الشرفاء من المذيعين المصريين المحترمين . ولانه من النوعيات التي اعتادت ان تقتات على "....." اكرمكم الله ، فلم يكن مستغربا ان يتنفس الصعداء وبخبث وهو يستغل قضية مهرب المخدرات الجيزاوي ، ليقدم برنامج اعتدنا على نوعيته احيانا في مصر عند افتعال أي ازمة ، ولكن اخينا الميرازي كان العريس في تلك الليلة ، اعطى لنفسه الفرصة للإساءة للسعودية وللسعوديين وللعربية خصوصا بشكل فج وغير مقنع ، وكأنه يعتقد انه مؤثر كما كان سابقا عندما كانت تعطيه الاهمية والقوة كونه مذيعا يظهر عبر العربية او الجزيرة . انا هنا لن اتناول موضوع الجيزاوي وما يحدث من استغلال الرخيصين لهذا الموضوع للإساءة لنا ولبلدنا ، ولكن لفت انتباهي ان برنامج الميرازي وباعترافه وجد التهميش الرسمي والفعلي من الجانبين السعودي والمصري ايضا ، عندما رفض السفير السعودي الخروج معه وفضل قناة المحور للظهور قبل برنامج اخينا بساعات وكذلك الحال عندما رفض مسؤولو وزارة الخارجية المصرية الظهور معه ، واعتمد على ضيوف بسطاء استغلهم بخبث اسوأ استخدام ، فأساء لمصر الحبيبة والمصريين الشرفاء . نموذج الميرازي نموذج ليس غريب علينا في الاعلام العربي ، فتغير الوجيه يتم بسهولة ودون عناء ، فالشرف الاعلامي مفقود عند امثاله ، والمهم التواجد بأي صورة وشكل وهيئة ، ويتناسى هؤلاء اننا في ظل الطفرة الاعلامية التي نعيشها ، بات انكشاف هؤلاء وتعريتهم امر بسيط ولا يحتاج لاحترافية اعلامية ، مما يجعلهم يدورون في حلقة فارغة كتفكيرهم ، لان التأجيج الاعلامي بين الشعوب الصديقة لا تتم زعزعته بخزعبلات الميرازي ومن هم من شاكلته . الطريف اننا حاليا وجدنا نموذجين تمت تعريتهما بأيديهما الاول الميرازي والثاني المخرج السوري نجدة انزور والذي سبق ان عريته وكشفت ألاعيبه عام 2005 م ، ولن اضيع وقتي للحديث عنه ولكن مجرد الاشارة لنموذجه ولنموذج الميرازي نقتنع ان الاعلامي او الفنان بدون شرف اعلامي لن يتعدى تأثيره الموقع الذي يدور فيه..!!