في لقاء له مع صحيفة يمنية قبل سنوات سئل غسان بن جدو مدير مكتب قناة الجزيرة في لبنان المستقيل مؤخرا ( هل تتوقع أن يكون الوطن العربي في يوم ما بدون قناة الجزيرة) وكانت اجابته (لا أتمنى ذلك، ضرب قناة الجزيرة وإسكات صوتها إن حصل في يوم ما سيصيبني بإحباط شديد حتى ولو غادرت قناة الجزيرة، ولا أعتقد أن هذا الأمر سيحصل.) ولكن لماذا تحول حلم هذه الاجابة الى اشبه من السراب او الاتجاه المعاكس. الكثير من الانسحابات الاعلامية حدثت مؤخرا في محيط بيئة العمل الاعلامية لقناة الجزيرة خصوصا بعد ان فاجأت القناة الكثير من المتابعين بتغطياتها الجرئية والمفتوحة على مدار الساعة لما يجري من ثورات شعبية في سوريا ، استفهامات متعددة رافقت استقالة بن جدو وغيره من الاعلاميين والاعلاميات السوريين العاملين بالجزيرة ، والكل تحدث عن الاسباب كونها " تحريض قناة الجزيرة اعلاميا في احداث سوريا " ، في تونس ومصر وليبيا واليمن كانت تغطيات الجزيرة مشابهة لتغطيات سوريا واكثر بكثير ، اين كان بن جدو ورفاقه المنسحبون مما كان يحدث ، تسييس الاعلاميين امر خطير بالفعل ، الكل يحب بلاده ، ولكن ما شاهدناه هو حب وولاء للانظمة، كنت اتمنى ان لا اشاهد مايحدث ، حتى انه من الطرافة ان تشاهد تنويهات وتنويهات عن لقاء مع مصمم مكياج سيدات وهذا التنويه ليس كون هذا الكوافير سيتحدث عن آخر خطوط الموضة ولكن ليقول لنا انه بوطنيته التي لايعلى عليها انسحب من قطر وضحى بمكياجه لكبار سيدات المجتمع القطري بسبب تغطيات قناة الجزيرة لمايحدث في سوريا ،موقف بطولي طريف والاطرف القناة التي اعتبرت ما قامت به بطولة ايضا !! هل تذكرون الغباء الاعلامي للمذيع حافظ الميرازي ، الجميع كانوا مشغولين جدا بنتائج الثورة المصرية واخينا بتحريض معين يحاول اقحام اسم المملكة بأمر عام وكانت القناة التي يتحدث منها ويعمل بها قناة عدوة للسعودية !! تصرف الميرازي وما يحدث للاعلاميين العاملين بالجزيرة الفضائية يدعونا نتساءل عن حيادية الاعلام ورسالته ، اثبت هؤلاء ان هذه الحيادية نوع من المثاليات ،حتى ان احدهم تساءل ماذا لو استغل بعض الاعلاميين العاملين بالجزيرة الهواء وتحدث بما يخالف منهج القناة ولو للحظات امر مقلق فعلا وغير مستحيل الحدوث كون التجاذبات والاختلافات السياسية هي من يدير الاحداث وليس الاعلاميين كما هو متوقع..!! ماهي الضمانات التي ستطلبها الفضائيات الاخبارية عندما توقع عقودها مع المذيعيين او المذيعات العرب ، لن يكون الابداع فقط القاسم المشترك ولكن سيكون التعهد بعدم مخالفة سياسة القناة وتوجهاتها مهما كانت ، وطبيعي ان الالتزام سكيون حاضرا اذا لم يجد هذا الاعلامي مخابرات بلده تقف على الجانب الآخر بتهديدات ووعود تجعل المثالية حلماً والاتجاه المعاكس صفة عربية نتفوق بها دائما !! .