ما الذي سيفعله الشباب في "موقعة الليلة المنتظرة"؟ وكيف يوقف انتفاضة النصر؟ سؤال ربما طرحه الكثير من محبي كرة القدم السعودية، ويبدو أن الجواب سيكون بترشيح الأصفر للفوز خصوصا لدى من يرى ذلك الاختلاف الكبير بين "نصر أعوام مضت" شهدت غيابه عن المنصات، وبين "نصر مواجهة الذهاب الاسبوع الماضي" الذي كان متوهجا بقيادة خالد زيلعي، كأن الذي يعاني من الأزمات والانزواء خلف الابطال هو الشباب، وكأن بطل الدوري ومتسيد الساحة هو النصر، تماسك في مختلف الخطوط، وروح عالية جعلت الكثير غير مصدق، بل لو استمر "فارس نجد" على مستواه الذي قدمه وكسب من خلاله مباراة الذهاب 2-1 لجعل لاعبي "الليث" ومدربه في حيرة من امرهم واستسلموا للأمر الوقع، فهم قبل ان يسجلوا لابد ان يفكروا كيف يقتربون من مرمى المتوهج عبدالله العنزي الذي كان متميزا ويقظا امام الكثير من الهجمات والتسديدات والمحاولات،ما أهله لخطف الخانة من خالد راضي والسيطرة عليها؟، اما "الدفاع الاصفر" فأصبح بين يوم وليلة هو الافضل والاقوى مقارنة بما كنا نشاهده في مباريات سابقة، جرئ في مساندة الهجمة خصوصا الظهيرين، ومستبسلا في تصديه لهجوم الخصم، هناك حيوية وهناك حماس وهناك تفاهم شكل سدا منيعا وخطوطا حمراء لايمكن تجاوزها بسهوله بوجود خالد الغامدي الذي يستحق ان نطلق عليه "شبيه ألفيش" لتميزه الدائم دفاعا وهجوما، وعبده برناوي الذي تطور مستواه ومحمد عيد الذي يشكل وجوده ثقلا في دفاع النصر ويوسف خميس الذي يعد بحق "مفاجأة 2012" من خلال ثقته بنفسه وانطلاقته وتمكنه من تأديه الادوار الدفاعية والهجومية بثقة عالية وموهبة كبيرة قلما نجدها في لاعب بسنه، وكأنه أحد النجوم الكبار المتمرسين في ملاعب كرة القدم على الرغم من ان الكثير لم يعرفه جيدا الا في مباراة فريقه امام التعاون في دوري "زين" قبل اكثر من شهر ! شبيه «ألفيش» أعاد الثقة للجماهير.. وخميس يعتبر «مفاجأة 2012» وعلى الرغم من أن خط الوسط سيفتقد لضابط إيقاعه والذي يناديه البعض ب"تيجانا الكرة السعودية" ابراهيم غالب فهو يتميز بالمساندة الدفاعية الفاعلة والتواجد خلف المهاجمين بفاعلية اكثر، واذا ما اشرك ماتورانا قائد الفريق حسين عبدالغني في خط الوسط لتعويض غياب المصاب خالد عزيز وغالب فإن ذلك سيشكل قوة اضافية خصوصا ان عبدالغني يجمع بين النزعة الهجومية السريعة والقدرة الدفاعية فضلا عن الخبرة العريضة، ويمثل حماس شراحيلي نقطة ايجابية في خط الوسط، يدعمه في ذلك لاعب متمكن وذو نزعة هجومية هو الجزائري الحاج بوقاش الذي اصبح يصنع الفارق في النصر، ولايمكن ان ننسى "أنيق الوسط" خالد زيلعي الذي يعد واحد من افضل لاعبي هذا الخط الذين مروا على النصر خلال الاعوام العشرة الماضية إذ من الصعب على الخصم مراقبته لتنقلاته الدائمة ونشاطه الملحوظ في أرجاء الملعب. الغامدي ويدفع هدوء وثقة المهاجم الكبير محمد السهلاوي الجماهير النصراوية ؤلى تفاؤل ليس له حدود بهز مرمى بطل الدوري وتأكيد التأهل من خلال انطلاقته الجانبية السريعة ومهاراته العالية تارة وتواجده داخل المنطقة المحرمة واقتناص انصاف الفرص تارة أخرى، اما زميله سعود حمود الذي اصبح "سهما جديدا ملتهبا" في سماء النصر وربما الكرة السعودية فوجوده اصبح يشكل قلقا للدفاع المقابل، انطلاقات سريعة مذهلة، وضربات رأس لاتخطئ الهدف، وتواجد داخل منطقة الجزاء ينذر بالخطر، هناك من يقول انه يجمع بين رأسيات ماجد عبدالله وانطلاقات فتحي كميل وخطورة جاسم يعقوب، صحيح أنه لايزال صغيرا في السن، ولكن هناك من يتابعه ويقرأ تحركاته ويقيمها وفق رؤية خاصة، وهناك من لايتوانى في ترديد عبارة (اعان الله الدفاع عليه)، ذكي في تطبيق ما يطلبه المدرب، وسريع في وصوله الى هدفه، بل انه كثيرا ما يمرر على بعض الحكام وآخرهم خليل جلال بذكائه بعض الألعاب التي تخدم فريقه بالطريقة التي يراها ولايستطع الحكام تحديدها مثل ما فعل مع لاعب وسط الشباب البرازيلي فرناندو الذي اخرجه عن طروه فتلقى البطاقة الحمراء. يوسف خميس «موقع نصر» إذن النصر بصورته التي كان عليها في لقاء الذهاب مع كل الاحترام والتقدير لبطل الدوري الشباب الذي يملك عناصر مميزة ومدرب متمكن قريب من تكرار التفوق والانتقال لملاقاة الفائز من الاتفاق والفتح.