وسط حضور جماهيري كبير قدمت فرقة الصم المسرحية والتي تعد الأولى من نوعها في الوطن العربي مساء أمس الأربعاء على مسرح وكالة البلديات بمدينة الرياض مسرحية " الماضي والحاضر " والتي أبدع من خلالها أعضاء الفرقة من الصم في رصد مجموعة من المتغيرات في منظومة العلاقات الاجتماعية خلال العقود الماضية فيما واصلت فرقة الصم المسرحية مساء أمس الخميس عروضها المسرحية والتي تأتي ضمن فعاليات برنامج أمانة منطقة الرياض السنوي لهذا العام بالعرض المسرحي " أريد الجامعة .. ولكن " والذي استطاع من خلاله أعضاء الفرقة إيصال رسالتهم وعرض الصعوبات التي تواجه الطلاب الصم عند رغبتهم في الالتحاق بالجامعات. وأبدى أعضاء الفرقة سعادتهم بالإقبال الجماهيري والذي لم يقتصر على الصم والبكم فقط بل شمل أعداداً كبيرة من الشباب والكبار معربين عن شكرهم وتقديرهم لأمانة منطقة الرياض لرعاية وتنفيذ مثل هذه الأنشطة والفعاليات التي يستطيعون من خلالها التعبير عن مواهبهم وطرح مشكلاتهم. وعبر الاستاذ علي العرجاني عضو فرقة الصم عن سعادته بتخصيص مساحة كبيرة في فعاليات برنامج أمانة الرياض السنوي للصم وغيرها من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً أنه يعمل في المجال المسرحي منذ 3 سنوات ويسعى من خلال تقديم هذه الأعمال إلى توجيه رسالة لكل فئات المجتمع بأن الصم وضعاف السمع لديهم قدرات كبيرة يمكن الاستفادة منها متى عرفنا الطريقة الصحيحة للتواصل معهم. جانب من أحد العروض للصم وعن تدريب أعضاء الفرقة لتقديم مثل هذه الأعمال المسرحية أضاف أنه واحد من فئة الصم، لذا يسهل عليه التفاهم معهم، لكن ذلك لا يمنع وجود بعض الصعوبات في تدريب أعضاء الفرقة من صغار السن، مشيراً إلى أنه يأمل أن تساهم الأعمال المسرحية التي تقدمها الفرقة في التعريف بالإمكانات الهائلة التي يمتلكها الصم، حتى وان كانوا قد حرموا من نعمة السمع والقدرة على الكلام، وكذلك التعريف بالمشكلات التي يعاني منها الصم مثل قلة فرص العمل التي تتاح امامهم رغم أن فيهم عدداً كبيراً من المتزوجين والذين يعولون أسرهم. وأثنى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالاله بن عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود رئيس المنظمة العربية لحقوق الطفل على جهود أمانة منطقة الرياض في دعم وتبني الأنشطة الترفيهية والفنية لذوي الاحتياجات الخاصة، بما يتيح لهم فرص الاندماج والتواصل مع جميع فئات المجتمع. حضور كبير شهدته المسرحية وأشاد سموه في تصريح خلال تشريفه لعروض فرقة الصم المسرحية بمسرح وكالة البلديات والتي تقدمها أمانة منطقة الرياض ضمن برنامجها السنوي لخدمة المجتمع، بتنظيم مثل هذه الفعاليات لإتاحة الفرصة للصم وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة للتعبير عن أنفسهم وتطلعاتهم ومواهبهم، مؤكداً أن هذه الفعاليات مهمة وضرورية في إطار رعاية هذه الفئات العزيزة على قلوبنا جميعاً. وأعرب سمو رئيس المنظمة العربية لحقوق الطفل عن أمله في استمرار تقديم مثل هذه الأنشطة والفعاليات لكل ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا سيما الأطفال، داعياً رجال الأعمال والشركات الوطنية إلى دعم مثل هذه الأنشطة ورعايتها لما لها من أهداف إنسانية واجتماعية نبيلة.