قبل ثلاثة آلاف عام اجتمع فلاسفة الإغريق لاختيار عجائب الدنيا السبع (واطمئنوا لن أزعجكم بتكرارها ولكن أشير فقط إلى أنه لم يتبق منها اليوم سوى الهرم الأكبر في الجيزة)... وفي عصرنا الحديث نظمت مسابقات عديدة وترشيحات كثيرة لاختيار عجائب جديدة أو لم يعرف بوجودها فلاسفة الإغريق (مثل السور العظيم في الصين ومغارة جعيتا في لبنان ومدينة أنكور الضائعة في كمبوديا، وأهرامات المكسيك المدرجة وجيش الطين خارج مدينة اكسيان...)! أضف لهذا هناك العجائب العلمية والهندسية التي رافقت الثورة الصناعية والتقنية خلال المئتي عام الأخيرة (مثل انشاء الجسرالأحمر في سان فرانسيسكو، وحفر نفق سيكاي في اليابان، وبناء برج خليفة في دبي، وهبوط الأمريكان على سطح القمر...)! ... وكل هذا يوحي بوجود قوائم وعجائب "سبع" كثيرة تتنوع بحسب تخصصاتها وأزمة ترشيحها وتاريخ بنائها وموقعها الجغرافي (بل أذكر أنني كتبتُ مقالا في جريدة المدينة بعنوان عجائب العرب السبع جاء من بينها بناء مدينة الجبيل في السعودية والنهر الصناعي في ليبيا، والسد العالي في مصر...)!! ... وحين نتأمل فيها كلها نجدها تتقزم أمام عجائب الطبيعة وما خلق الله، مقارنة بما صنع البشر.. ونظرا لتعلقي المسبق بالمناطق الجغرافية والطبيعية المميزة فقد بدأت فورا بكتابة "قائمة" بما أراه مميزاً.. غير أنني توقفت (بعد كتابة المقدمة أعلاه) وقررت البحث أولًا عن آراء ونظرات مختلفة .. وهكذا فتحت الانترنت وقمت بإدخال جملة "عجائب الطبيعة" أو The Natural Wonders في محركات البحث .. كما رجعت إلى كتابين بهذا الخصوص أعرف انهما يختفيان في مكان ما في مكتبتي الأول من ناشيونال جيوجرافيك يدعى Nature's World of Wonders والثاني بعنوان مائة أعجوبة طبيعية 100 Natural Wonders of the World لمؤلف يدعى بيل يين (ولاحظ تعمدي كتابة العناوين بلغتها الأصلية كي يتاح لك البحث عنها في الانترنت)! .. على أي حال وجدت تطابقا كبيرا بين ما اعتقدته سابقا وما جاء في معظم المصادر . ويبدو هذا التوافق منطقيا ومتوقعا لأنه يصعب على أي كان تجاهل أعجوبة طبيعية مدهشة مثل شلالات فيكتوريا أو فيوردات النرويج أو جبل ايفرست.. وبعد مراجعة كافة الآراء والقوائم المقترحة اخترت لكم هذه الاعاجيب الطبيعية: * الأعجوبة الأولى : أضواء الليل الملونة في القطب الشمالي حيث تعجز رياح الشمس المغناطيسية عن اختراق جو الأرض إلا في تلك المنطقة فتمنح السماء خطوطا ملونة تتمايل على الدوام. * الأعجوبة الثانية : حاجز أستراليا القاري الذي يمتد لأكثر من 2000 كلم شمال شرق أستراليا ويعد جنة للغطاسين نظرا لاحتوائه على مجموعة فريدة من النباتات والحيوانات البحرية... * الأعجوبة الثالثة : جبل إيفرست الذي كما تعرفون يعد أعلى جبل في العالم ويرتفع الى 8848 مترا بين الهند ونيبال. * الأعجوبة الرابعة : الخندق المعروف ب"جراند كانيون" في ولاية أريزونا الذي يتجاوز عمقه 1,5 كلم، وعرضه 2 كلم، ويمتد لمسافة 349 كلم !! * الأعجوبة الخامسة : شلالات الملائكة في فنزويلا التي تعد أعلى شلالات في العالم وتسقط من علو 1000 متر (أي مايزيد على برج خليفة ب200 متر تقريبا)!! * الأعجوبة السادسة : بركان باريكاتان في المكسيك الذي ولد من فراغ في فبراير 1943 ونال شهرة واسعة كونه الوحيد الذي ولد أمام أعين وكاميرات العالم (واستمر بالنمو والصعود حتى اكتمل كجبل هائل في عام 1952)!! * الأعجوبة السابعة : فيوردات أو خلجان النرويج الشرقية (وهي اختيار شخصي لا أعلم كيف تجاهلته معظم المصادر) .. والفيورد كلمة نرويجية تشير الى المداخل الجبلية الضيقة التي تدخل فيها مياه البحر في عمق اليابسة (كشوارع ضيقة) لمسافة 500 أو 800 كلم !! ... وبالطبع الأعاجيب الطبيعية والتضاريس المميزة أكثر من ان تحشر في هذه الصفحة؛ غير أنني اخترت القائمة السابقة بناء على تفردها (كأضواء الشمال وفيوردات النرويج) أو لأنها حققت الرقم القياسي في مجالها (كشلالات الملائكة وجبل ايفرست) .. ولو طالت القائمة لأكثر من "سبع" لما استطعت تجاهل شلالات فيكتوريا (في زيمبابوي) أو الصخرة الحمراء (في أستراليا) أو منظر الغروب فوق كثبان الربع الخالي!!