شدد الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية على اهمية القراءة المنطقية لفئة الشباب والتي تقوم على عناصر اساسية في التحليل والاستنباط والاستقراء مشيراً الى ان عدداً من المشاكل التي تورط فيها الشباب في المجتمع تعود الى نوع من القراءة المغلوطة التي تكون منزوعة من سياقها اللغوي والثقافي وما تصل اليه من معلومات، وتمنى الحجيلان أن يبدأ الشباب في التدرب على هذه القراءة المنطقية. وكشف الدكتور الحجيلان في كلمته خلال رعايته مساء امس نيابة عن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه ملتقى النقد الأدبي في دورته الرابعة بعنوان "الشعر السعودي في الخطاب النقدي العربي" بنادي الرياض الأدبي، عن اتجاه الوزارة الى انشاء اندية للقراءة في عدد من مدن المملكة يقوم عليها الشباب ليتدربوا على القراءة المنطقية منوهاً بتجربة الوزارة في استضافة اندية القراءة التي ينظمها مجموعة من الشباب، وكانت تجربة ناجحة بحسب وصفه. د الربيع :الثقافة أعظم وسيلة لحماية الوطن ومحاربة التطرف وترسيخ المواطنة الحقة وامتدح الدكتور الحجيلان موضوع الملتقى واصفاً إياه بالحيوي الذي يركز على الخطاب الأدبي معتبراً ان الأندية الأدبية تنهض بمهمة ثقافية لها شقّان: الشق الأول يتعلق بالموضوعات النخبوية ومنها ما يتصل بالنقد الأدبي ونقد النقد، والشق الآخر الموضوعات الثقافية التي تهم شرائح اوسع في المجتمع وخاصة فئة الشباب التي تسعى الأندية ان تتناول ما يهمهم من اهتمامات وتطلعات. جانب من الحضور ونقل وكيل الوزارة الحجيلان تهنئته للمكرم الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع الذي اعتبره استاذ الجيل واصفاً إياه بالمثقف الموسوعي الهادئ والصبور منوهاً بأفكاره وجهوده في خدمة النادي الأدبي بالرياض بشكل خاص والثقافة والأدب بشكل عام. وختم وكيل الوزارة الحجيلان كلمته بطلب الأندية الأدبية في المملكة بعدم تكريم وكالة الوزارة مستقبلاً واحرجها بهكذا تكريم معتبراً ان ما يقدمه هو وزملاؤه لا يعدو كونه واجباً أملته ضرورات الوظيفة. من جانبه قال رئيس النادي الأدبي بالرياض المشرف العام على ملتقى النقد الأدبي في دورته الرابعة الدكتور عبد الله الوشمي في كلمته الترحيبية أن الملتقى يأخذ فكرته وتميزه من التركيز على مجال نقد النقد الذي يمثل حقلاً معرفياً مهماً يستكشف شروط الخطاب النقدي ويُسائل أسسه الفلسفية مبيناً أن النادي يحتفي بهذه الدورة الرابعة للملتقى بعددٍ من المسارات التنظيمية، ويتناول الملتقى جهود النقاد العرب غير مقترح بمشروع يحمل اسم « برنامج خادم الحرمين الشريفين للنهوض بالفكر والثقافة في المملكة» السعوديين الذين أسهموا بدراسات نقدية عديدة للشعر السعودي من خلال كتب مطبوعة أو بحوث علمية محكّمة أو دراسات منشورة في الصحف والمجلات، وهو مجال يتطلب نوعية من الدراسات الواعية التي تركز على الآفاق النقدية التحليلية، ويسهم في فعالياته قرابة الثلاثين مشاركاً من الباحثين والمعقبين، والمشاركين بحلقات النقاش، ويعرضون رؤاهم النقدية. وفي كلمته بمناسبة تكريمه نوه الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع بهذه اللمسة الوفية من النادي مشيراً الى أن المؤسسات الثقافية خطت خطوات موفقة بعد إنشاء وزارة الثقافة والإعلام وتوج ذلك باجراء الانتخابات لمجالس ادارة الأندية الأدبية وعقد ملتقى المثقفين السعوديين وغيرها من المناشط الثقافية المهمة واستدرك قائلاً: إلاّ ان طموح المثقفين اكبر من ذلك، فهم يرون ما تم خطوات على الطريق لا بد ان تتبعها خطوات ومشروعات اكثر عمقاً، ودعا الدكتور الربيع في كلمته وزير الثقافة الى تبني مشروع ثقافي شامل للرقي بالثقافة والأدب في بلادنا يقوم على التسامح ونشر ثقافة الحوار البناء والبعد عن التطرف ويقوم على حب الوطن والإخلاص له مؤكداً على ان الثقافة هي اعظم وسيلة لحماية الوطن ومحاربة التطرف وترسيخ وكيل وزارة الثقافة يطالب الأندية الأدبية بعدم تكريم الوكالة ويؤكد: ما نقدّمه واجبنا المواطنة الحقة وتعميق أواصر المحبة والاخلاص وحماية المكتسبات مشيرا الى أن خادم الحرمين تكرم بتبني عدد من المشروعات المهمة كالابتعاث وتطوير مرفق القضاء وغيرها مشدداً على ان الثقافة ليست اقل شأناً مما ذكر، وطلب الدكتور الربيع تبني اقتراحه بأن تتبنى الوزارة مشروعاً عملاقاً باسم" برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للنهوض بالفكر والثقافة في المملكة" فيما رحّب الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية بالمقترح واعداً بدراسته وطالب الدكتور الربيع بتقديم دراسة مكتوبة مفصلة لدراسته وبحثه. وكان الملتقى شهد كلمة للمشاركين ألقتها الدكتورة زهية سالم جويرو امتدحت فيها تجربة المحتفى، واستعرضت سيرته الثقافية معتبرة ان التكريم ما هو الا لمسة وفاء مستحقة لقامة شامخة خدمت الثقافة في بلادنا. وفي نهاية الحفل تم تكريم المحتفى به وشركاء النجاح وسلمت لهم الدروع التذكارية.