هناك رابط قوي جداً بين اضطرابات النوم، خاصة الأرق والأمراض العضوية. فالاشخاص الذين يعانون من امراض مستعصية وصعبة فإنهم يعانون من هذه الاضطرابات.المؤسسة الامريكية لاضطرابات النوم وجدت عام 2003 وجدت بأن الاشخاص الذين يعانون من الامراض التالية: الاكتئاب، الجلطة، امراض القلب، امراض الرئة، امراض السكر، ارتفاع ضغط الدم، وكذلك الروماتيزم. جميع الأشخاص الذين يعانون من الامراض المذكورة أعلاه يعانون من اضطرابات النوم مقارنة بالاشخاص الذين لا يعانون من مثل هذه الامراض. في دراسة في عيادات الرعاية الصحية الأمريكية، وجدت دراسة بأن المرضى الذين يعانون من هذه الامراض: مرض السكر، جلطات في القلب، احتشاء عضلة القلب، وهبوط عملية القلب نتيجة امتلائها بالسوائل، الآم في شرايين القلب، الآم البروستات، وكذلك امراض صعوبة التنفس. يجدون صعوبة في النوم، واضطرابات اخرى في النوم مثل تقطع النوم وعدم أخذ الكفاية من النوم. في نفس الإطار تمت دراسة في ايطاليا في عيادات الرعاية الصحية الأولية، ووجد بأن الاشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، في العضلات، في الغدد الصماء وامراض نقص المناعة بشتى انواعه. كذلك بينت الدراسات في المستشفيات بأن المرضى المزمنين، والذين يعانون من امراض مزمنة مثل مرض الفشل الكلوي فإنهم يعانون من الأرق واضطرابات في النوم الأخرى. هناك أدوية كثيرة تسبب الأرق واضطرابات النوم وكما قلنا فإن اهم هذه الأدوية هو الادوية المضادة للاكتئاب المعروفة بالأدوية المثبطة للسيروتونين. إضافة الى الادوية المضادة للاكتئاب والمعروفة بالادوية المثبطة للسيرتين فإن ادوية نفسية اخرى مثبتة للمزاج مثل الليثيوم لا تساعد على النوم. هناك ادوية نفسية اخرى تساعد بطريقة غير مباشرة على اضطراب النوم. فمثلاً الادوية المهدئة المعروفة بالبترودايازابين، فهذه الادوية تجعل انقطاع النفس اثناء النوم اكثر سوءاً، وقد تسبب انقطاع كبير في التنفس اثناء النوم مما يؤدي لا سمح الله الى الوفاة، لأن هذه الادوية المهدئة تعمل على استرخاء عضلات الرقبة وبقية العضلات التي تساعد على التنفس. وهناك ادوية نفسية اخرى تؤدي الى اضطرابات النوم عن طريق زيادة الوزن مثل الادوية المضادة للذهان (الكلوربرومازين، الولانزابين، الليثيوم، وبقية الأدوية المضادة للذهان). هذه الادوية تأثيرها غير مباشر حيث انها تؤدي الى زيادة الوزن والذي يؤدي الى اضطراب النوم. فمعروف ان الاشخاص الذين يعانون من السمنة يعانون ايضاً من اضطرابات في النوم، خاصة اذا كانت الزيادة في الوزن حول عضلات الرقبة او تحت الرقبة، فهذا يؤدي الى الشخير المرتفع وانقطاع التنفس اثناء النوم. الشيء الآخر فإن عدم تنظيم النوم والعمل والسلوكيات اثناء اليوم يؤدي الى الاضطرابات في النوم. فالذي ينام كثيراً في النهار فإنه يعاني من الأرق في المساء، وربما تقلب على السرير ساعات قبل أن يخلد للنوم. إن للنوم واضطراباته والأرق علاقة وطيدة بالأمراض العضوية. فالاشخاص الذين يعانون من اكثر من ثلاثة امراض عضوية تكون نسبة الأرق واضطراب النوم عندهم اكثر من الاشخاص العاديين. وكذلك فإن الأرق يزيد الأمور سوءاً بالنسبة للأمراض العضوية، فالشخص المريض بالروماتيزم او امراض القلب المختلفة او امراض التنفس مثل الربو او الامفيزيما (وهو مرض لا يستطيع الشخص فيه التنفس ويلعب التدخين دوراً رئيسياً في هذا المرض) أو مرض ارتفاع ضغط الدم، أو امراض عصبية مثل مرض باركنسون، او الجلطات، كذلك فإن السيدات الحوامل يضطرب النوم عندهن ويصبحن عرضة للأرق.