اعرب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الذي دعا امس الى باريس 15 من نظرائه لعقد اجتماع حول سوريا، عن الاسف لان روسيا ما زالت «مستمرة» في عزلتها بشان ملف سوريا. وصرح جوبيه لصحافيين «دعوت شخصيا السيدلافروف وآسف ان تستمر روسيا في نظرة تعزلها اكثر فاكثر ليس عن العالم العربي فحسب بل عن المجتمع الدولي بالنهاية». ألح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس على ضرورة العمل على إشراك الصين الشعبية وروسيا في المساعي الرامية إلى تسوية الأزمة السورية. ورأى في حديث لإذاعة « أوروبا واحد « الفرنسية أن عزلة هذين البلدين « لن تطول» في حال إظهار الطريق التي ينبغي أن تسير فيها الأسرة الدولية للمساعدة على إيجاد تسوية للأزمة السورية. وقال الرئيس الفرنسي إن هذه التسوية تمر عبر إيجاد ممرات إنسانية في سوريا. واعتبر عدد من المراقبين الفرنسيين أن إعلان الصين الشعبية أمس أنها تدرس فكرة المشاركة في بعثة المراقبين الدوليين في سوريا خطوة إيجابية تصب في مصب الطرح الذي أعرب عنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ولكنهم رأوا في الوقت ذاته أن عدم دعوة ممثل عن النظام السوري للمشاركة في الاجتماع الذي عقده في باريس أمس الخميس وزراء خارجية 14 بلدا من شأنه عرقلة المساعي الرامية إلى تسوية الأزمة السورية انطلاقا من مبدأ أن هذه التسوية لا يمكن التوصل إليها بمعزل عن النظام السوري والصين الشعبية وروسيا اللتين تساندانه وتعترضان في مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات عليه. ساركوزي أمس في «إذاعة أوروبا واحد» الفرنسية ورأى عدد من المحللين السياسيين الفرنسيين أن استمرار الخلافات بين فعاليات المعارضة السورية من شأنه المساهمة في إضعاف القرارات والتوصيات الصادرة عن مجموعة « أصداء سوريا». وهو ما تجلى مثلا من قبل خلال الاجتماع الأول الذي عقد في تونس والاجتماع الثاني الذي نظم في إسطنبول. من جانبها قالت روسيا ان اجتماع وزراء خارجية مجموعة «اصدقاء سوريا» في باريس الخميس «هدام» ويمكن أن يقوض جهود مبعوث السلام الدولي كوفي عنان. وتجري وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون محادثات في باريس مع وزراء اوروبيين وعرب من دول ناقشت خلال اجتماعات سابقة دعم معارضي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إنه تم توجيه الدعوة الى روسيا لكنها رفضت الحضور لأن المحادثات «أحادية الجانب» في غياب ممثل للحكومة السورية. وأضاف أن هدف الاجتماع فيما يبدو ليس السعي الى إقامة حوار بين السوريين وإنما «على النقيض تعميق الخلافات بين المعارضة ودمشق من خلال زيادة العزلة الدولية للأخيرة.» وسلحت روسيا الحكومة السورية وحمت الأسد من خلال عرقلة صدور قرارين مدعومين من الغرب وجامعة الدول العربية من مجلس الأمن الدولي يطالبانه بالتنحي عن الحكم لكنها دعمت خطة عنان للسلام وأيدتها بالمجلس. وتقول روسيا إنه ينبغي للعالم ان يركز على إنجاح جهود عنان وانتقدت لفتات التأييد للمعارضة من جانب دول في حلف شمال الأطلسي ودول عربية. وقال لوكاشيفيتش إن روسيا تدعو الدول التي تريد السلام والديمقراطية في سوريا الى «ألا تمارس نشاطا سياسيا هداما وأن تدعم بنشاط جهود عنان من خلال تحركات عملية». وفي الأسبوع الماضي حثت روسيادمشق على تكثيف جهودها لتنفيذ خطة عنان التي تطالب بسحب القوات الحكومية لكنها ألقت ببعض اللوم في استمرار القتال على المعارضين المسلحين وداعميهم من خارج البلاد الذين تقول إنهم يريدون ذريعة للتدخل العسكري. وتعارض روسيا التدخل العسكري في سوريا. وتقول موسكو إن حلف الأطلسي استخدم قرارا للأمم المتحدة يجيز القيام بعمليات لحماية المدنيين في ليبيا لمساعدة مقاتلي المعارضة على الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي وتعهدت بعدم السماح بحدوث هذا في سوريا. ومنحت سوريا لروسيا أرسخ وجود لها في الشرق الأوسط وتشتري منها أسلحة بمليارات الدولارات وتستضيف منشأة للصيانة والإمداد هي المنفذ البحري الوحيد لموسكو خارج الاتحاد السوفيتي السابق.