في غالب الأيام يستمتع الأخوه " مضحي وضاحي " باللعب على جدران المنازل دون خوف أن يسقط أحدهما إلى الأسفل، هذه الهواية اشبعتهما شراسة وجسارة. والدهما طاعن بالسن لا يستطيع متابعتهما او ضربهما بل يوكل المهمة إلى زوجته او احد جيرانه، في الغالب يوصي-راعي الدكان- من"اليمن"، يتابع الصبية كثيراً وهم يلهون مع بعض في العابهم، هو جسور على ابناء الحارة.! لكن إذا تكاثروا عليه افسدوا دكانه الصغير ونهبوا منه مجموعة من العلوك والحلوى وأكياس"العسكريم"وقاموا بتكسير"لمبة الصفر". بعد فترة ليست بالطويلة، باع أغراض-الدكان- وهرب إلى مكان آخر، لكن ذلك الدكان استأجره "ابوعزيز" غريب عن الحارة وبخيل جداً ولا-يصبرهم-يدينهم، تنشب بين أهل الحي-الحارة-وبينه مشكلة أخرى، دائماً ما يعاتبه صالح عندما يجده رافعاً ثوبة عن ساقيه وممدداً رجليه على عتبة الدكان، يلوح ب"المهفه"يكش بها الذباب. يُقَبِل عليه صالح، يقول:"الله يهديك..قبلك مظهرن سيقانك ولا تستر عورتك، ماكان فالحارة لا حريم ولا عيال"، ابو عزيز، يرفع وجهه قليلاً ويوقف"الكّش":"الحين انا مسوين شي..حريمكم في بيوتهن بس انت ياصالح من يوم انا شريت ذا الدكان وانت تاغصني في جراني". صالح بصوت عال:"شف عاد يا اما انك تحترم الحارة وتحفظها والا شف لك دكان ثاني بعيد عنا..معّد الا هو.!" "مضحي وضاحي" يشهدان ذلك الحديث ويعرفان ان اهل الحي قد استاءوا من ابو عزيز-راعي الدكان الجديد-يخططان على اتلاف الدكان في وقت الصلاة بسبب اهل الحي ولانه ايضاً لا -يصبرهم-يدينهم، الدكان في وقت الصلاة لا يغلق كسائر المحلات في ذلك الوقت-، الأشقاء يمتلكون الجسارة على فعل الصعاب..يذهب ابو عزيز لصلاة العصر، يدخلان على الدكان ويتلفانه. يأتي ويتفاجأ بهذا الأمر، يتذكر كلام صالح وتهديده في وقت الضحى، يفهم من ذلك انه اتلف دكانه في غيابه، يرفع صوته في الحارة ويقول:"والله ما اخليك ياصويلح..تغدر بي يوم رحت اصلي..لكن هين والله لاجيب لك الشرطي يمزّع ظهرك..اوريك" يذهب ابو عزيز للمخفر، ويبلغهم باتلاف دكانه وان المعتدي هو صالح وقد هدده قبل ذلك".تأتي الشرطة وتكتشف ان الدكان بالفعل قد اتلف عنوة، صالح يقف بجانبهم ويقول:"انا صالح..لكن والله اني ما جيت دكانه ولا قربته..لكن خله يستاهل قبله يكشف سيقانه ويطلع عورته قدام الحريم وكم مرة حذرناه"، الشرطي يصرخ في وجه ابوعزيز:"وشو.؟ تطلع عورتك يااللي ما تستحي وجاين تشتكي..ياالله انهج قدامي للنقطة".صالح فيما بعد عرف ان من قام على تدميرهذا الدكان ماهما إلا"مضحي وضاحي"، يذهب بهما الى مركز الشرطة-النقطة-ليعترف ويعوض ابو عزيز بشرط ان يتنازل عن الدكان لواحد من رجال الحي، فهم الأجدر بحماية النساء في حال غياب الرجال.