قصص عاطفية مترنحة بثوب الرومانسية والمبادرات، كادت أن تفقد بريقها نتيجة متاعب الحياة، ليتحرج البعض من أي "مبادرة عاطفية" - خاصةً الذكور - بسبب ما نشؤوا عليه من تربية قاسية، جعلت من إبداء العاطفة أمراً معيباً ومنقصاً للرجولة. ويؤدي البخل في المشاعر وأبسطها الابتسامة، إلى عدم التوافق النفسي واضطرابه لدى الجنسين، وهو من مؤشرات الطلاق بين الزوجين، وكذلك اتساع الفجوة بين الآباء والأبناء، لتبقى "اللمسات الحانية"، التي ليست بشرط أن تكون حميمية، وكذلك "الابتسامة"، و"الضغط على اليدين" إضافةً إلى "تقبيل الجبين"، كفيل بأن يعزز شعور الآمان والدفء في العلاقات المختلفة. "الرياض" تطرح الموضوع، وتسرد قصصاً لأناس كسروا الحواجز، وآخرون ما زالت عواطفهم متسترة خلف "ثياب الخجل"، فكان هذا التحقيق. غموض غريب تزوجت "سهام" منذ ما يقارب تسعة أعوام من زوج يلفه الغموض، فهي لا تعلم هل هو في مزاج معتدل أم غاضب؟، كانت تتقرب له باللمسات الحانية، وهو ينكمش منها ويتظاهر بالنوم، وبعد جهد منها ومحاولات جادة، نجحت في إخراج عواطفها المدفونة!. ومازالت "عزيزة" تحاول وتخفق في استخراج "مكنونات" زوجها الذي أبى أن يخرجها، وفي كل عام من ذكرى زواجهما تسعى في ابتكار هدية مختلفة ومميزة، علّها تسمع كلمة شكر، أو حتى مبادرة جميلة منه، تساهم في رفع معنوياتها وإشباع نبع أنوثتها. جورية حمراء ولم يتجرع "فهد" منذ (15) عاماً من زواجه، من الحب أي جرعة، بل ولا يعرف حتى كيف يقدم غصن وردة لزوجته؟، فهي لم تبادر ولم تحاول انتزاع القناع الشرقي عن عواطفه المتأججة لامرأة أخرى في خياله، حتى نجحت في ذلك ابنته "دلال" ذات (14) عاماً، التي تتودد في كل نهاية أسبوع لوالدها برسالة تخبره فيها كم تحبه، وتتمنى في فارس أحلامها نسخة أخرى منه، تفاجئه باستمرار ب "جورية حمراء" من حديقة منزلهم، ما جعل عاطفته تنفجر لينعم بدفئها جميع أفراد الأسرة، ساهمت بتفجيرها طفلة!. لغة دافئة وعانت "نورة" كثيراً من تصدد ابنها، وعدم رغبته في الحوار معها، حيث كانت تشفق على فتاها المدلل من قسوته على نفسه، بل وكانت تستقبله بقبلة دافئة على جبينه، وتحرص على تغطيته جيداً عند نومه، لكنه كان يرفض ذلك، بحجة أنه رجل وليس طفلا صغيرا، كانت تهديه من فترة إلى خرى تذكره بحبها له، حتى في المناسبات التي تحضرها تجلب له منها إما حلوى شهية، أو وردة كانت تزين المكان، حتى جاء اليوم الذي فاجأها فيه بباقة من الزهور، جعلت منها أسعد أم على الوجود، لتعلم أن قطرات الندى التي كانت تسقيه إياها لن تضيع هباءً، فتلك القطرات خلفت سحابة متخمة ب "ماء المطر"، الذي خلف سقياه مشاعر متدفقة، ولغة دافئة بين الأم وأبنائها!. د. سحر رجب مشروعات عاطفية وهناك مشروعات عاطفية صغيرة أشعلها فتية في عمر الزهور - وإن كانوا من المتخلفين قانونياً - عند الإشارات وفي موعد خروج الموظفين والموظفات، اجتذبتهم خلال لحظات الانتظار، وأغرتهم بالشراء بثمنٍ بخس لا يتجاوز سبعة ريالات، أججت كثيرا من العواطف، وانعكست ايجابياً على كثير من العلاقات، فقد أشعلت تلك "الوردة" كثيرا من الأحاسيس المختنقة نتيجة زحمة الحياة ومشاغلها، حيث فضل العديد من الأزواج والآباء والأبناء شراء "وردة" إما لزوجاتهم أو أمهاتهم أو بناتهم، أو حتى العلاقات الاجتماعية الأخرى، ذات المفعول الأقوى في تجديد روح العلاقات، وإعادة ترميمها إلى الأفضل. جرعات حُب وقالت "د. سحر رجب" أخصائية اجتماعية: يقع على عاتق حواء مهمة تعريف آدم بتفاصيل العلاقة التي تجمعهما، من خلال جرعات الحب والعاطفة التي تسقيها إياه، لتتمكن من حصادها في علاقتهما، لذلك من أفضل العلاقات وأكثرها نجاحاً هي القائمة على المشاركة والتفاهم دون تفوق أي طرف على الآخر، مضيفةً أن الحب والمبادرات العاطفية الصغيرة التي لا تعتمد على قيمة مادية بحجم اعتمادها على قيمة معنوية، تُعد شكلاً من أشكال الطاقة الروحية، التي يمكن توليدها واستقبالها بكل الأشكال عقلية وجسدية وعاطفية، حيث تُعد من أسمى معاني العاطفة والمودة والرحمة، وأكثرها أهمية في العالم؛ لأننا نحتاج لها جرعات تنشيطية وحيوية كما يحتاج السمك للماء، مشيرةً إلى أنه من خلال تلك المبادرات يصنع الشخص المعجزات، ويصل إلى أبعد ما يريد، مؤكدةً أن المبادرة ضرورية لملء فجوات الحياة واستبدال خريفها وشتائها بربيع مشرق يدعم الأسرة، ويقوي روابطها ويحميها من الانتكاسات النفسية. غذاء الروح وذكرت "د. سحر رجب" أن البرود العاطفي الذي لا تشعله الخطوة الأولى والمبادرة، مع تراكم الهفوات وعدم غسلها، يؤدي إلى جفاف وكراهية مبطنة برغبة في التخلص من الطرف الآخر، مضيفةً أن البخل في المشاعر وأبسطها الابتسامة، يؤدي إلى عدم التوافق النفسي واضطرابه لدى الجنسين، وهذا من مؤشرات الطلاق الذي كثرة نسبته، والعقوق، واتساع فجوة الحوار بين الآباء والأبناء، مبينةً أن اللمسات الحانية التي ليست بشرط أن تكون حميمية، والابتسامة والأحضان والضغط على اليدين وتقبيل الجبين، كفيل بأن يعزز شعور الآمان والدفء في العلاقات المختلفة، مبينةً أن المبادرات العاطفية تزيد الروابط الإنسانية، وتثري الحياة على كل الأصعدة النفسية والاجتماعية، وهي الطريق الأوحد لكسب زمام العلاقات، وتطعيمها بالحب والحنان والاهتمام، مؤكدةً أن المبادرة من الطرفين تغذي بذرة العلاقة، وهي غذاء للروح والنفس، ناصحةً بنشر الحب والحنان لحماية مناخ السعادة في شتى العلاقات، حتى تعم السعادة، حيث أن هناك شعرة رفيعة بين الإحساس بالسعادة والوقوع في التعاسة. غياب لغة الحوار بين الأب وابنه يؤدي إلى العقوق