كان يوما مثيرا ذلك اليوم الذي شهد عودة القادسية إلى دوري الأولى والتي كتبت صافرة نهاية مباراته مع النصر النهاية الحزينة لأبناء بني قادس إذ استثمر النصر سوء حاله ليهزمه بثلاثة ويدخله في أزمة كبيرة في ختام دوري المحترفين السعودي لتقضي تلك الخسارة بأحلام الفريق بالبقاء والسبب ان الادارة لم تستوعب دروس النكسات والصدمات التي تلقتها الموسم الماضي من حادثة الوحدة الشهيرة لتنجو بقرار أثار الجدل حتى هذه اللحظات ويبدو أن القادسية يدار بدون احترافية وبعشوائية فبعد حادثة الانتخابات الماضية، وابتعاد محبي النادي والاحتجاجات أمام مقر النادي لم تستطع الإدارة التعامل مع الموقف، وبالتالي كسب الشارع القدساوي من خلال توجيه الدعوة لهم وتقريب وجهات النظر لدعم القرارات خصوصا ان جهة المعارضة كانت صاحبة الصوت الأقوى حتى في ظل إبعادهم قسريا من النادي لتتعالى الهتافات من إدارة عبدالله الهزاع بتصحيح الأوضاع من نتائج وبناء لكن من دون جدوى، فالكلام لم يغنِ عن الفعل وردود الفعل لم تكن بالشكل المطلوب وسط ترديد الادارة لثقتها الكاملة بالبقاء وان الفريق سيحقق مركزا متقدما في الدوري وسيكون له شأن كبير في الاعوام المقبلة. هذه النظرة القاصرة قابلها الجمهور بانتقادات عنيفة جراء التخبطات في العديد من القرارات منها التنازل عن الهداف الجزائري الحاج بوقاش لصالح النصر ولاعب الوسط صالح الغوينم للحزم فضلا عن ضعف شخصية المدرب البرتغالي ماريانو والتأخر في تسليم مستحقات اللاعبين وإبعاد المطالبين بحقوقهم ولم تستطع الإدارة التغلب على هذه المعضلات حتى تراجع المستوى واشتعلت نار المشاكل التي حاصرت الفريق في التدريبات لتأتي الطامة الكبرى بهبوط الفريق وتواجه نقدا عنيفا مع مطالبتها بالاستقالة ومنح الفرصة لمن يريد العمل بجدية لتحقيق الطموحات، وقد اعتبرت الجماهير الهبوط نقطة سلبية في حق الفريق الذي حقق بطولات محلية وآسيوية، واذا لم تسارع الإدارة في وضع الخطوط العريضة من الآن ربما تجد الفريق يعاني أكثر في دوري الأولى وسيجد نفسه يبقى أعواما طويلة في هذا الدوري الصعب وربما سيصل به الحال للمنافسة للبقاء وهناك شواهد كثيرة من أندية تملك من التاريخ الشيء الكثير امثال النهضة صاحب التاريخ العريق والذي وصل به الحال الى السقوط لدوري الثانية وصعد بعد فترة طويلة للأولى كذلك الروضة الذي كانت له صولات وجولات في دوري الكبار ليسقط لدوري الثالثة ثم الكوكب والجبلين وسدوس والنجمة والعديد من الأندية التي لم تستطع التماسك لظروف معينة إما لغياب التخطيط أو لعدم توفر العنصر المادي. لذلك على إدارة القادسية إذا ما أرادت العودة لساحة التألق من جديد مد جسور التواصل مع "أبناء الخبر" من لاعبين وجماهير وأعضاء شرف لعمل الإصلاحات الفنية والإدارية التي يحتاجها الفريق ليعود لسابق عهده منافسا على البطولات ولتعود "قادسية الخبر" خلية نحل يمارس فيه أبناؤه نشاطهم الرياضي تجمعهم الألفة والمحبة.