هذا عنوان كتاب ممتاز للأستاذ عبدالعزيز بن صالح العقيل، جمع فيه الكثير من المرويات في كتب التراث عن أدب الأعراب.. فبعد ان ساد العرب الأمم بفضل الرسالة المحمدية، استوطن أكثرهم المدن واختلطوا بمختلف الأمم ولكنهم كانوا يحبون الأعراب القادمين من البادية للمدينة للبيع والشراء ونحو هذا من الأغراض العابرة التي يعودون بعدها للصحراء راغبين عن المدينة. بل ان كثيراً من الرواة وهواة الأدب وحفظة لغة العرب كانوا يقومون برحلات إلى البادية يسمعون منهم اللغة الفصحى على طبيعتها أو يدونون طرائفهم وأشعارهم كما يفعل الأصمعي الذي يتحف بها الخلفاء وخاصة هارون الرشيد الذي يجزل له العطاء كلما نقل له نادرة من نوادر الأعراب أو أشعاراً متميزة قالوها ولم تصل المدن والحواضر.. كتاب الأستاذ العقيل يقع في 221صفحة وقد فصل أدب الأعراب حسب الأغراض من بداهة وبلاغة ومدح وهجاء وركز على الوصف.. من طرائف الأعراب كما أوردها المؤلف: قال أعرابي: ان فلانا ليعدي باثمه من تسمى باسمه (118). وقال آخر وقد سمع صوتاً جميلاً لامرأة: (إن من كلام النساء ما يقوم مقام الماء فيشفي من الظمأ) 151. وذكر اعرابي امرأة قبيحة فقال: (ترخي ذيلها على عرقوبي نعامة وتسدل خمارها على وجه كجعالة)! ص 126. وسئل اعرابي مسن: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت تقيدني الشعرة وأعثر في البعرة (139) قيل لأعرابي: أي الألوان أحسن؟ قال: قصور بيض في حدائق خضر (164). وصفت اعرابية امرأة تكرهها: (كأن وجهها وجه ديك قد نفش عفريته يقاتل ديكاً) 127. قال اعرابى: (تمرنا خنس فطس يغيب فيهن الضرس كأن فاها ألسن الطير تقع التمرة منها في فيك فتجد حلاوتها في رجليك) 199.