في مؤشر على دخوله مرحلة المواجهة مع أسرة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أمر الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي بإحالة اللواء محمد صالح الاحمر قائد القوات الجوية المقال والأخ غير الشقيق للرئيس السابق إلى المحكمة العسكرية بتهمة التمرد على الشرعية الدستورية. وقال مصدر في مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة ل «الرياض» أن الاحمر متهم ايضا بإعطاء أوامر بتحريك الطائرات المقاتلة بعيدا عن المهمات القتالية المحددة من قبل وزارة الدفاع. وكان الاحمر قد امر بتجميع الطائرات المقاتلة من قاعدة العند وشبوة وغيرها من القواعد العسكرية في مؤشر استفزازي وتحد صارخ لقرار الرئيس هادي الذي أقاله في السادس من ابريل، لكن الامر رفض القرار وأغلق انصاره مطار صنعاء ليوم واحد. وعلى الرغم من اعادة فتح مطار صنعاء بعد ضغوط وإدانة محلية وإقليمية ودولية، الا ان الاحمر لا زال يتمترس في القاعدة الجوية رافضا تسليمها لخلفه. وجاء قرار هادي بإحالة قائد القوات الجوية المقال للمحاكمة بعد تدخلات الرئيس المخلوع الذي اشترط موافقة تنحي أخيه مقابل بقاء نجله في قيادة الحرس الجمهوري. وكان ضباط وجنود القوات الجوية الذين انتفضوا ضد الاحمر دعوا الى تقديم الاحمر الى محاكمة عسكرية بتهمة التمرد على قرارات الرئيس. هذا فيما اعلن رفض المسؤولين في قاعدة العند الجوية تنفيذ قرارات الاحمر. وكان وزير الدفاع أقال قائد الشرطة الجوية من منصبه لتورطه في إغلاق المطار وعين خلفا له، لكن الاول رفض الانصياع للقرار. وينص قانون الجرائم والعقوبات اليمني على انه « يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن عشر سنوات كل من تولى قيادة عسكرية أيا كانت بغير تكليف من السلطة المختصة او بغير سبب مشروع وكذلك كل من استمر في قيادة عسكرية بعد صدور الامر اليه من السلطة المختصة بتنحيه». كما تنص المادة (226) من نفس القانون على رفع العقوبة الى الحبس 5 سنوات لكل من قاوم رئيسه بأية طريقة في تنفيذ الواجبات العسكرية ويحكم بالحبس عشر سنوات اذا اقترنت المقاومة باستخدام السلاح وبالإعدام اذا نتج عن استخدام السلاح موت انسان». وطبقا لنص المادة (111) فان رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة والأمن وله الحق في تعيين وعزل كبار موظفي الدولة من المدنيين والعسكريين وفقاً للقانون. وكانت قرارات الرئيس هادي الأخيرة حظيت بدعم محلي واقليمي ودولي. والتقى هادي امس بصنعاء سفراء الاتحاد الاوروبي. وقال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء ميكيلية سيرفونو دورسو « نحن هنا أيضا نؤكد الدعم الكامل لكم في كل الخطوات والقرارات التي تتخذونها وندعم بقوة كل ما ستتخذونه في إطار سعيكم القوي والحثيث لإخراج اليمن من أزمته وظروفه الصعبة الراهنة». ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن سفير الاتحاد الاوروبي استعداد الاتحاد الأوروبي لبحث الخيارات المناسبة ضد كل من يقف في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة. وقال دورسو «ونعتقد جميعا ان المضي في الطريق المرسوم لإخراج اليمن من الأزمة أمر حيوي ومهم للمجتمع الدولي كله ولا يحق لأي طرف أو جهة الوقوف أمام هذا الاتجاه «.