أخذت مكةالمكرمة بالتحول من سكون وهدوء إلى حركة عمل متواصلة على مدار الساعة بين حافلات تجوب الشوارع محملة بالحجيج القادمين من مشارق الأرض ومغاربها قاصدين البيت الحرام لأداء فريضة الحج وبين موظفين من كل القطاعات الحكومية يقدمون الخدمات اللازمة لضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وأمنهم. ومن خلال جولة ميدانية قامت بها «الرياض» وسط مكةالمكرمة سجلت وصول قوافل الحجيج إلى مقار سكنهم قبل توجههم للبيت الحرام لأداء طواف القدوم الذي انتظره الحاج طويلا وحقق حلما كان يراوده من سنوات طوال حيث بلغ عدد الحجاج الذين وصلوا الى مكةالمكرمة حتى يوم امس الاول الجمعة (599510) حجاج. وقبل أن يتوافد الحجيج تكون مؤسسات الطوافة قد افتتحت الخدمات الميدانية استعدادا لعملية الاستقبال والإشراف على الإسكان ويتم توزيع مجموعات الخدمات الميدانية وفقا لمقار سكن الحجاج حتى يتمكن العاملون في المجموعات من القيام بواجباتهم. وفي مجموعة الخدمات الميدانية رقم 1 لحجاج تركيا كانت لنا وقفة لاستقبال الحجاج لحظة قدومهم إلى مكةالمكرمة قادمين من مطار الملك عبدالعزيز بجدة حيث كانت البداية كما شرحها لنا رئيس المجموعة احمد صالح حلبي في عملية استلام الجوازات من قبل مرشد الحافلة وتوفير عمالة لإنزال عفشهم ونقله إلى غرفهم ومع دخول الحجاج لمقر سكنهم تسلم كل فرد منهم اسورة وكرت مدونين عليه المعلومات الكاملة عن المجموعة وموقع السكن وأرقام الهواتف. ورغم كثافة الحجيج التي بدأت في التوافد بشكل كبير على مكةالمكرمة في هذه الأيام إلا أن حركة السير ظلت منتظمة فلا اختناقات مرورية سجلت وذلك بفضل الله ثم بفضل ما قامت به إدارة مرور العاصمة المقدسة من خلال خطتها لموسم حج هذا العام والتي ارتكزت على نشر ضباط وأفراد المرور في كافة شوارع وميادين العاصمة المقدسة وبالأخص في المنطقة المركزية التي عادة ما تشهد اكبر نسبة تواجد من السيارات والحافلات فيها كما ان فرق المراقبة والمتابعة بوزارة الحج التي تجوب شوارع مكةالمكرمة على مدار الساعة والتي تهتم بمتابعة سير أعمال مكاتب الخدمة الميدانية لدى مؤسسات الطوافة والتي تعنى عناية مباشرة بتقديم الخدمة للحاج منذ لحظة وصوله إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم فتقوم هذه اللجان بالمتابعة. ومن خلال الجولة رصدنا مستوى الخدمات البلدية التي تقدمها أمانة العاصمة المقدسة من عمال نظافة وصيانة على مدار الساعة من خلال فرق النظافة المنتشرة بالمنطقة المركزية على وجه الخصوص لتنظيف الساحات المحيطة بالمسجد الحرام باستمرار كما تقوم صحة البيئة التابعة للأمانة بمراقبة الأسواق والأطعمة والتأكد من صلاحيتها للاستخدام الآدمي حيث لا تتهاون صحة البيئة في تشدد العقوبة ضد المخالفين من أصحاب المطاعم والكفتريات وأماكن بيع المواد الغذائية تقديم الخدمة والتي يشترط فيها ان تكون على أعلى مستوى للحاج. ومن جهتها فقد استعدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام منذ وقت مبكر لاستقبال ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام فقد قامت بتجنيد كل طاقاتها الآلية والبشرية لتهيئة الجو التعبدي للمصلين وزوار بيت الله الحرام من خلال فتحها لأبواب المسجد الحرام وتهيئة الفرش الفاخر وتوزيع مياه زمزم داخل المسجد الحرام ونشر الموظفين الرسمين والمؤقتين في كافة ساحات وأروقة المسجد الحرام وعند المداخل والمخارج حتى يتمكنوا من تقديم الخدمة اللازمة لضيوف الرحمن من قاصدي بيت الله الحرام كما قامت الرئاسة بنشر العديد من الوعاظ والدعاة في داخل الحرم وذلك لتقديم الوعظ والإرشاد الديني للمصلين. وقد عبر عدد من الحجاج عن سعادتهم بتواجدهم في مكةالمكرمة شاكرين الله على نعمه داعين بأن يديم لهذه البلاد قيادتها ويحفظ أمنها واستقرارها.