كتب التاريخ الأجنبية تستخدم كثيرا هذا الرمز (B.C) الذي يعني "ما قبل ميلاد المسيح"، أما كتب الأحياء والأحافير فتستخدم كثيرا هذا الرمز (B.H) ويعني "ما قبل التاريخ". .. الجديد في الموضوع هو بدء بعض المؤرخين باستعمال رمز جديد هو (B.G) والذي يعني: ما قبل جوجل Before Google.. محرك البحث المعروف!! فخلال السنوات الماضية وفر محرك جوجل ثورة معرفية وحقق شهرة عالمية - لدرجة أن اسمه Google تحول الى "فعل" دخل قاموس أكسفورد الإنجليزي وويبستر الأمريكي بحيث أصبحت كلمة "يجوجل" تعنى "يبحث عن المعلومات" أو " "To Google For!! وبسبب الاستعمال العالمي لهذا الموقع تحول هو ذاته الى "أداة" تقيس استهلاك دول العالم للمعارف المتداولة عبر الإنترنت؛ فكلما زادت نسبة الدخول على موقع جوجل كلما دل ذلك على تعطش شعوب تلك المنطقة أو سكان ذلك البلد للمعلومات والمعارف الإلكترونية (والعكس صحيح).. وبالتالي يمكن القول إنه كلما ارتفعت نسبة الدخول الى موقع جوجل كلما دل ذلك على تعطش شعوب تلك المنطقة أو سكان ذلك البلد للمعومات والمعارف الإلكترونية (وهو ما يظهر جليا في مركز الشركة الرئيسي في مونتن فيو بكاليفورنيا حيث توجد شاشة إلكترونية ضخمة توضح كثافة الدخول على الموقع في كل دولة على حدة)! فهذا الموقع الإلكتروني - كما يعرف معظمكم - يعد حاليا الأكثر شهرة واستعمالا للبحث عن المعلومات عبر شبكة الانترنت. ونسبة الدخول اليه تعطي إشارة واضحة لمدى الاقبال على المنتجات المعرفية في أي مجتمع حول العالم.. وهو لا يوفر فقط خدمة البحث عن النصوص والأخبار والمعلومات المكتوبة، بل وأيضا البحث عن الصور والمدونات ومقاطع الفيديو والراديو والخرائط الفضائية (بل وحتى البحث داخل كمبيوترك الخاص - وأرشيفي المبعثر الذي يعود لخمسة عشر عاما)!! وفي حين ما نزال نحن مترددين حيال قبول ظاهرة العولمة (بل وغير واثقين من معناها الحقيقي) يقول كلاوس شواب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي إن العالم تجاوز عقبة "العولمة" ودخل إلى مرحلة جديد تدعى "الجوجلة" حيث استطاعت شركة جوجل أن تجعل من المعلومة معيارا للتنافسية الحقيقية بين الأمم ونجحت في بيع المعلومة كسلعة سهلة المنال - ولكنها في نفس الوقت صعبة الإنتاج على معظم المجتمعات والشركات المنافسة!! وما يدهشني شخصيا أكثر من ظاهرة الجوجلة - ويثير غيرتي بالطبع - هو نجاح الشركة نفسها وثراء مؤسسيها خلال وقت قصير؛ فشركة جوجل لم تتأسس إلا في عام 1998 على يد شابين صغيرين من جامعة ستانفورد (الأول يدعى لاري بيج والثاني سيرجي برين). وقد بدأت في الأساس ك "مشروع تخرج" اعتمد على ابتكار معادلات رياضية جديدة تبحث عن المعلومات بسرعة خارقة وتعاود أرشفتها لبقية المستخدمين. وهي تبلغ من الذكاء حد قدرتها على التأقلم مع تفكير المستخدم وتذكره في كل مرة يدخل فيها الموقع (حتى قيل: إن لم تجد ما تبحث عنه في جوجل من أول ضربة فمعنى هذا أنه غير موجود على أي كمبيوتر حول العالم)! أبتسم حتى اليوم حين أتذكر تلك الكنيسة الصغيرة في نيوزلندا التي وضعت لوحة كبيرة على واجهتها تقول: "نحن نقدم أجوبة يعجز عن توفيرها جوجل".