لايزال سوق الاربعاء الشعبي بأبي عريش محافظاً على هويته الشعبية، والتي عرف بها منذ أكثر من ما يزيد على مائة عام، وما زال هذا السوق الشعبي يحمل بين جنباته العديد من الذكريات ومن عبق الماضي، سوق الأربعاء كان مركزاً إعلامياً حيث تتداول فيه أخبار القبائل، كما انه كان المركز الرئيس لإعلان دخول هلال رمضان او دخول ليالي العيد. جدران السوق مليئة بالذكريات وقصص الكفاح، فصوت "الصائح" ما زال صداه يتردد معلنا بعض المراسيم او الأوامر مشكلاً بذلك مصدراً مهماً لمراتادي السوق. في العصر الحالي، يرتاد السوق الكثير من أبناء المنطقة، كما ان السوق يستقطب العديد من الزوار من اليمن، هذا وتتنوع البضائع المعروضة فيه فالملبوسات متواجدة، على حد سواء الرجالية والنسائية ومنها السديرية والمصر والحيبرة وغيرها من الملبوسات النسائية القديمة أما ملبوسات الرجال فهي الكوت والمصنف والوزرة. يعتبر مركزاً إعلامياً للقبائل.. وبائعوه يجسدون تاريخاً وتباع به المواشي من أبقار وأغنام والإبل وتلاقي راوجاً كبيراً من المشترين كما تباع الذرة بأنواعها مثل الزعر والحمرية والزيدية وهذه أسماء متعارف عليها من الأهالي ولكل نوع من هذه أنواع أناس يفضلونه عن الأخرى وبينما تتجول داخل السوق تأخذك كثير من الأدوات القديمة لماضٍ بعيد منها ألأدوات المنزلية القديمة الملحة والجرة والبلبلة والقعادة والشبري والحسية ولجبنه والمشهف والصفحة. فناجين القهوة تفوح برائحة التراث وللأدوات الزراعية حضور خاص في سوق الأربعاء فالمسحة والفأس والدلو والغرب والحلي والمفقاع والميضفة والشد والخي كلها تقف شاهدة على ماضٍ جميل، وليس ببعيد تأبى الأكلات الشعبية إلا ان تحجز لها مكاناً خاصاً لدى الزائرين فالهريسة والمشبك والحلاوة المضروب والعفش والزلابية واللحوح والحلبة والحنيذ والفول تغري المتسويقين لتجربة مميزة. البائعون في السوق يشكلون حدثا آخر، ومزارا يستحق المرور فبعضهم لازم السوق منذ اكثر من 70 عاماً، فعطيفة وهو بائع للهريسة تواجد بشكل مستمر على مدار 70 عاما في السوق، ويؤكد أنه باع مع والده في السوق عندما كان صغيرا، ويضيف انه تابع العمل في نفس المجال بعد وفاة والده، مشددا على أن للهريسة شعبية كبيرة، وعرج عطيفة على انه لا يزال يقوم بإعدادها بالطريقة نفسها منذ البدايات فالبر الأسمر ولحم التيوس والسمن والعسل متواجدة كمكونات، وانه يطبخها على الحطب فقط فالغاز يفسد مذاقها. منظر علوي للسوق من جانبه يؤكد عبدالله وهو بائع ذرة انه متواجد منذ أكثر من خمسين عاماً ولا يزال يمارس نفس المهنة وفي نفس السوق، هذا ويؤكد احمد الزبيدي وهو بائع زلابية والمعفش والمطبق ان يمارس نفس المهنة منذ ما يقارب الستين عاماً ويعرج انه يبدأ بعد صلاة الفجر ذلك لان بعض زبائنه يفضلون الإفطار من اكلاته. الزائر للسوق يستنشق بوضوح رائحة البعيثران والواله والكادي والفل العزاني، بالإضافة إلى الفل القريشي كل تلك الرواح تنقل المتسوق لزمن كان للسوق "صولات وجولات".. بائع يقص ل»الرياض» شريط الذكريات الطاحونة مازالت متمسكة بزبائنها حضور طاغٍ للأواني الفخارية اليامي وأربعون عاماً في صناعة الخناجر رائحة مميزة من العود والعنبر يستنشقها الزائر أدوات منزلية قديمة الزبيدي وشهادة على «عهد مضى» هروبي وحديث مليء بالذكريات الروائح العطرية متميزة بالرغم من بساطة العرض حلويات يمتزج بها عبق الماضي للفل العزاني جاذبية خاصة