مناصب ورُتب عالية يشغلها بعض الأشخاص، وأصبح المقربون منهم يتباهون بها، بل ويتفاخرون، وربما بعضهم ينسب نفسه لأحدهم فقط لتشابه الأسماء فيما بينهم، كل ذلك لأجل أن يتحدث الآخرون عنه بعبارة: "هذا يقرب لفلان"!. وتبقى الحقيقة أن من يفعل ذلك التصرف فإنه يدخل في جانب التفاخر السلبي، الذي لا فائدة منه، بل إنه يدل على النقص، وعدم الثقة بالنفس، والأفضل أن يكون شعار الجميع: "ليس الفتى من قال كان أبي إن الفتى من قال ها أنا ذا"، كما أنه من المهم تعويد الأبناء على بناء شخصياتهم بأنفسهم، بدلاً من التخفي خلف شخصيات ومناصب الآخرين، لكي يكونوا أعضاء فاعلين داخل مجتمعهم. نقص واضح تقول "أريج راشد": إن من يتباهى بمنصب قريب له يُعد تفاخراً سلبياً، ويدل على النقص، بل وعدم الثقة بالنفس، مضيفةً أنها انتشرت في المجتمع، وأصبح الصغير والكبير يتفاخر بها، مشددةً على أهمية التصدي لها، وعدم منح أنفسنا ذلك التفاخر، حتى لو كان أخاً أو عماً؛ لأن النتيجة لا فائدة منها!. وأوضحت "هيفاء مبارك" أنه في بعض الأوقات تتحدث مع أبنائها عن بعض الأسر ومناصب أفرادها، مضيفةً أن القصد تحفيزهم على الجد والمثابرة، ليصلوا إلى طموحهم بقوة وجدارة، وأن يصلوا إلى ما وصل إليه هؤلاء من مناصب كبيرة، مؤكدةً أن ذلك لا يُعد تفاخراً وإنما تشجيع لهم، من خلال ذكر أمثلة واقعية في المجتمع القريب منهم ليحتذوا بهم. غرور وتكبر وناقضتها الرأي "بدرية السعود" قائلةً: يجب علينا - وإن كان في أفراد أسرتنا شخص في منصب كبير - ألا نتفاخر به؛ لأنه قد يزرع فيهم الغرور والتكبر، وربما تفاخروا به، وتكاسلوا عن المهام التي لابد أن يؤدونها ليصلوا إليها، لتصبح كل الاتكالية عليه، أو من الممكن أن يزعموا أن هناك شخصا يستطيع أن يتم أمورهم من دون عناء أو تعب. وأكد "ماجد العبد الكريم" أنه ليس الفتى من قال كان أبي، إن الفتى من قال ها أنا ذا، مضيفاً أن ذات الإنسان فقط من يحق له التباهي بها، وليس في كل وقت إنما في أماكن قد تستوجب ذلك الأمر، وبذلك يتقبلها الناس، مبيناً أن كل شخص فخور بنفسه، وتصرفاته تحتم على من حوله الحكم عليه. لا معنى له وذكر "أبو منصور" أنه إذا تفاخر الشخص بقريب له، بقصد خدمته لمن حوله فلا بأس، لكن البعض يفاخر وله القدرة على كل شيء، وعند طلب أي أمر مستعسر يكون من تفاخر به في ذلك المكان ولا نرى منه تجاوب، بل ولا نرى منه أي تعاون، فيتأكد الجميع أن كل ما يتحدث به افتراء وكذب وتفاخر لا معنى له ولا أهمية. وقال "سعود محمد": أحد الأشخاص كان يكثر الحديث عن شخص من نفس الأسرة التي ينتمي لها بشكل مستمر، وأوهمنا أن له علاقة به، وأنه معه، وملازم له، بحكم تشابه الأسماء التام بينهما، مبيناً أنه بعد مضي فترة اكتشفنا أنه لا يمت له بصلة، بل ولا يعرفه بتاتاً، إنما أخذ اسمه فقط، ليكون له مكانة واحترام بين الناس، وأن ذلك الشخص له معرفة كبيرة به، مؤكداً أن هذا الأمر انتشر بشكل كبير بين الشباب. تعريف للناس وقالت "ابتسام عبدالمجيد": إن هذا الأمر للأسف منتشر بشكل كبير جداً، لدرجة أننا أصبحنا نبتعد عن الحديث مع هؤلاء الأشخاص، الذين يكون شغلهم الشاغل التحدث عن المناصب، مضيفةً أن هناك صديقات مقربات، وتعلم بالمناصب التي يشغلونها، لكنهن لم يفصحوا عن ذلك، وربما لا يتحدثن لثقتهن بأنفسهن. وأوضحت "هدى عبدالعزيز" أن بعضهم لا يعد ذلك مفاخرة، بل يدل على تعريف الناس به وترسيخه في الأذهان، مضيفةً أن بعضهن يكون اسمها مرتبطا باسم قريب لها، وما أن يذكر اسمه إلاّ ويكون السؤال المعتاد عليه: "تعرفين فلان"؟، ويكون الرد الطبيعي بز"نعم"، لكن البعض ومن حوله هم من ينشرون تلك المعلومة عنه لدى المجتمع المحيط، للتعريف به، وبمنصبه، حتى يقال "فلانة ولد عمها المسؤول الفلاني"، من باب تعريف الناس، مشيرةً إلى أن البعض يعجبه ذلك، والآخر ربما لا يعير ذلك الأمر أي اهتمام. من المهم تعويد الأبناء على بناء شخصياتهم بلا اعتماد على الآخرين