عندما أقيمت قرعة التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لمنتخبات آسيا ووضعت المنتخب السعودي في مواجهة منتخبات كوريا والكويت وأوزباكستان أيقن الجميع في ان مشوار التأهل للمونديال صعب وخصوصاً بعد تذبذب مستوى منتخبنا في بطولتي آسيا والخليج فالوقت ليس بالكافي لكي يلملم المنتخب السعودي أوراقه ويستعد للتصفيات ولكن في وقت قياسي وقصير وبتكاتف القائمين على المنتخب ورجاله بقيادة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل استطاع المنتخب التغلب على الظروف القاسية التي عانى منها بالتخطيط السليم والفكر الرائع بداية بإعطاء الثقة للمدرب السيد كالديرون الذي واجه الكثير من النقد والأصوات التي تطالب بإقالته ولكن ثقة قياديي المنتخب في هذا المدرب لم تأت من فراغ الا لتيقنهم في ان هذا المدرب فعلاً يملك إمكانيات تدريبية رائعة ولكنه فقط احتاج لقليل من الصبر من أجل مزيد من الالمام بإمكانيات اللاعبين ليختار منهم الأفضل، فضلاً عن الدعم المعنوي من القادة في هؤلاء الأبطال مما أعطاهم دافعاً نفسياً كبيراً فعندما افتتح نجوم الأخضر التصفيات بمباراة أوزباكستان وكانت المباراة على أرض الخصم كان هناك عامل سلبي ضد المنتخب وهو البرودة القارسة في أوزباكستان فضلاً عن عامل الأرض والجمهور ولكن استطاع نجوم الأخضر ان يتغلبوا على تلك الظروف ويخرجوا بنقطة ثمينة مع أحقيتهم بالفوز بحكم ان السيطرة كانت للمنتخب السعودي في أغلب المباراة ومن ثم كان المنتخب السعودي على موعد مع مباراة كوريا وعندما نتحدث عن المنتخب الكوري فإننا نتحدث عن رابع منتخبات العالم في مونديال 2002م ولكن الصقور الخضر أبوا الا ان تكون الكلمة لهم في هذه المباراة واستطاعوا ان يسيطروا على المباراة ويخرجوا بفوز مستحق وعن جدارة وبشهادة الكوريين أنفسهم ومن ثم أتت مباراتنا مع منتخب الكويت على أرضهم والتي استحق منتخبنا الفوز فيها ولكن الظروف حرمتنا من الانتصار فيها رغم السيطرة الكاملة ومن ثم تبقت مباراتان في مرحلة الاياب مع الكويت وأوزباكستان وجميعهما كانت على أرض المملكة وبفضل من الله ثم اصرار اللاعبين بقيادة سامي الجابر ورفاقه كانت الكلمة للمنتخب السعودي في كلتا المباراتين والحقنا بالمنتخب الكويتي والمنتخب الأوزبكي خسارتين ثقيلتين بثلاثة أهداف لكل مباراة مما أعطى المنتخب السعودي بطاقة التأهل رسمياً لمونديال ألمانيا 2006م وقبل انتهاء الجولة وتصدر مجموعته بدون خسارة، فهذه ثمار جهود بذلت وكان لها التأثير الواضح سواء من الاهتمام الكبير من القادة أو الإداريين أو اللاعبين ولا ننسى العامل المهم والمؤثر بشكل كبير وهو الجمهور السعودي فمسألة ان تكون لاعباً وتقف أمام سبعين أو خمسة وسبعين ألف متفرج فهذه نقطة إيجابية وعامل مهم لصالحك يتحقق بها النصر وهذه شهادة شكر للجمهور السعودي فهذا الجمهور ولله الحمد تعود ان يكون بجانب المنتخب ومسانداً له في أي وقت يحتاجه المنتخب فيه ولكن وللأسف هناك أشخاص من خلال ظهورهم الإعلامي حاولوا التقليل من وطنية هذا الجمهور فذلك اللاعب الدولي السابق صاحب الهدف الشهير وهو الهدف الذي كان بداية لنهايته ومن خلال لقاء إعلامي معه قبل مباراة منتخبنا مع أوزباكستان عندما طلب من مقدم البرنامج ابداء رأيه بالجمهور الهائل الذي يتواجد في درة الملاعب فكان المتوقع والمفروض ان تكون إجابته بأن هذه هي شيم الشعب السعودي وهي التكاتف والتآزر لصالح منتخب وطنه وليست غريبة على شعب وفي كشعبنا، ولكن للأسف كانت إجابته مخالفة لهذا كله وقال ان معظم الجمهور لم يأت من أجل المؤازرة مع منتخبه وإنما أتوا لأجل السحب على السيارات وكلام من هذا القبيل لا أود ذكره فهذا اللاعب باعتقادي انه حس ان الجمهور لم يعد يذكر اسمه ولم يعد يتواجد في الأضواء وقد حاول جلب الأضواء له كما فعل غيره ولو حتى بالتقليل من وطنية شعبه واخلاصهم لوطنهم فكل همه ان يرجع ليكون حديث المجالس فقط، وعموماً نحن كل ما نريده فقط هي الوقفة الصادقة والمساندة لهذا المنتخب الرائع كما وقفنا معه بداية التصفيات ورأينا بوادر هذه الوقفة والثقة التي أعطيناها هذا المنتخب الذهبي من خلال ما قدموه من مستوى رائع شرفوا به وطنهم وشعبهم مع تمنياتي لنجوم الأخضر بالتوفيق في المونديال القادم بإذن الله، وعلى دروب الخير نلتقي.