توجد وظائف ومهمات جديدة طرأت على بيئتنا . تلك الوظائف هي مراقبو مواقف مركبات . رغم أن الشارع ملك للشعب ، إلا أن أهل الشركات وضعوا لافتات تنبيه بمنع الانتظار . وما أن تحاول الوقوف حتى تأتيك إشارة من رجل ببذلة مُميزة يشير إليك - وبغلظة - أن لا تحاول ! . المؤسسات الكبيرة ، والطبية منها عينوا رجلًا لمساحة مُعينة يقولون لها ( فاليت باركنج ) Valet Parking وعلى الزائر أن يلاحظ تعليمات ذاك الرجل . وهذا حق لمن اقتطع جزءا من المساحة التي يملكها لتكون موقفا مؤقتا للقادمين ، ولمدة محدودة . السير عندنا أوجد مهام وطلبات لصناعات الكتل الخرسانية ، وعليها طلب .. ! واشتكى البعض من سرقتها ، لجدواها وصعوبة الاهتداء إليها فيما بعد ، وكذا صعوبة تمييزها عن غيرها ف" الصبات " متوفرة في الطرق والحارات . ثم لو بلّغت .. من سيسمعك والموضوع يتعلق ب " صّبة " . حتى لو حدثت معجزة ووجدت " صباتك " فعليك البحث عن مركبات تخصصتْ - فيما أظن - بنقل الصبّات . البعض من أصحاب المباني اكتفى بلوحة (ممنوع الوقوف) ووضع الرمز الدولي عليها , آخرون اكتفوا بقائم حديدي يرتكز على كتلة إسمنتية صغيرة ومربعة ، ووضعوا اثنتين منها أمام باب خروج مركبته (هذا عادة في الأحياء السكنية ) ، خوفا من أن يسرق وقته وأعصابه صاحب سيارة لم يُلاحظ أنه يقف أمام باب مدخل سيارة (كراج) . تطرق عدد من الكتاب إلى قضية (الوقوف بشكل خاطئ في المواقف العامة) التي يقوم بعضهم جهلاً أو (عمداً) في حجز مساحة وقوف تكفي سيارتين أو ثلاثا رغبة منه في عدم مشاركة الآخرين أو اقترابهم من سيارته، أو ضرباً للأنظمة والقوانين العامة التي تفيد بوجوب اتباع الخطوط الأرضية في الوقوف ومنح الآخرين فرصة لإيجاد مواقف لسياراتهم . في الوقت الذي تقل فيه مواقف السيارات ، نجد عددا كبيرا من السيارات المهملة التي احتلت مواقف السيارات لتزيد من معاناة المواطنين والمقيمين الراغبين في قضاء بعض احتياجاتهم من المحلات أو إنجاز معاملة في دائرة . دعونا من حاضرنا المروري وفكروا بما عسى أن تكون عليها الحال بعد عقد من الزمن . ولا أتحدث عن الحركة البطيئة للمركبات ، فقد أخذت حقها مما كثر أو قلّ (ولم يدُلّ .!) من الحديث . لكنني أقول إننا مقبلون على أزمة مواقف .. لتصفّ إلى جانب أزمة السير.