جابر ناصر آل رحمة مخرج تلفزيوني إماراتي متميز، وهو صاحب مسلسل (البيوت أسرار) و(أبي عفواً) و(الشريب بزة) والعديد من المسلسلات والسهرات التلفزيونية التي حازت على إعجاب المشاهدين، جابر لديه ما يقوله الآن وهو ينتظر المنتج للانطلاق في أعمال جديدة تضاف إلى أعماله السابقة، ومعه جمعنا هذا اللقاء : ٭ هل يعيش الفنان جابر ناصر آل رحمة استراحة المحارب في هذه الأيام؟ - لدي النصوص وهناك حديث بيني وبين بعض شركات الإنتاج في الإمارات والكويت وغيرها من الدول الخليجية لإخراج عمل جديد. ٭ لماذا تركز على المسلسل المحلي والخليجي وباللهجة الخليجية؟ - أفضل المسلسلات التي تنبع من البيئة، وهي تستهوي المشاهد، لأنها تتحدث اللهجة ذاتها، وتناقش قضايا من واقع الحياة. ٭ لكن يوجد نجوم وممثلون عرب غير خليجيين في هذه المسلسلات؟ - المسلسل الإماراتي له جمهور يتذوق هذا المسلسل لكن يجب أن يكون مطعماً بالفنانين الخليجيين والعرب، لأن الجمهور يحب هؤلاء الفنانين، إضافة إلى أن الفن يجب أن يكون مفتوحاً وليس منغلقاً. ٭ كيف يبرز المخرج جابر ناصر آل رحمة شخصية الإماراتي من خلال العمل الدرامي؟ - أبرز شخصية الإماراتي قديماً وحديثاً، إذ لا بد من تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية والحياتية لإعطاء صورة صادقة، كما أنني أركز على الأبعاد الحقيقية العميقة في شخصية هذا الإنسان حتى لا يكون العمل مرتجلاً، أو تكراراً لما يعمله الآخرون، أو شكلياً بحتاً، ففي الماضي لا بد من أن تبرز شخصية الرجل الطيب البدوي البسيط الذي يعيش على الفطرة، الرجل الذي يتصف بالكرم والعفوية في تصرفاته، والمتمسك بالعادات والتقاليد والقيم العربية الأصيلة. أما الشخصية الإماراتية الحديثة، فهي الشخصية المتعلمة التي عاشت في كنف المدينة، بكل ما في أجوائها من انفتاح حضاري على قيم ومفاهيم مختلفة، والتي تتبادل مع الشعوب الأخرى العادات والتقاليد والقيم الثقافية حيث يرتفع مستوى التحصيل، وتظهر على السطح أشياء جديدة لم يكن مجتمعنا يشهدها من قبل. ٭ إلى أي مدى يتذوق الجمهور العربي المسلسل الإماراتي، وما ردة فعل الجمهور إزاء ما تقدمه أنت شخصياً من أعمال؟ - بدأ الجمهور يتفاعل مع المسلسل الإماراتي، ولم تعد الساحة الفنية ملكاً لنوعية معينة من المسلسلات، نقوم بجلبها وشرائها من هنا وهناك مع احترامنا، لكن المسلسل المحلي بدأ يفرض نفسه ونكهته الخاصة، وفي رأيي أن أهم الأسباب التي أدت إلى نجاح المسلسل الإماراتي هي أننا بدأنا نعرضه بلهجة مفهومه للجميع. ٭ وهل استطاع المسلسل المحلي صناعة النجم التلفزيوني؟ - طبعاً، والممثلات الإماراتيات من اللواتي بدأن معي في التلفزيون مثل سميرة أحمد وهدى الخطيب وبدرية أحمد وفاطمة أحمد يشاركن في بطولة مسلسلات تلفزيونية أو مسرحيات في الكويت والسعودية وقطر. ٭ مثل هذا الاستقطاب الفني يشكل نوعاً من الفراغ على الساحة الإماراتية؟ - نعم يشكل فراغاً كبيراً. ٭ وكيف يعمل المخرجون على سد هذه الثغرة؟ - البحث عن وجوه جديدة، بل من واجبنا كمخرجين أن نبحث عن هذه الوجوه الفنية من أجل دعم الساحة الفنية، وشد أزرها باستمرار، وهذه طبيعة البيئة الفنية الحية والمتجددة أن تكون حبلى بالنجوم، لنشاهد ممثلين وممثلات غير الذين ألفناهم وتعرفنا عليهم، ليس خوفاً من الارتباك لحظة تسجيل المسلسل، بل من أجل ظهور وجوه جديدة موهوبة على الشاشة. ٭ هل ترى في الإخراج عملية ممتعة؟ - الإخراج بالنسبة لي عملية ممتعة بلا شك، وأقضي وقتاً طويلاً في العمل، خاصة من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثالثة فجر اليوم التالي، هذا الوقت أمضيه في التحضير والتصوير، ويكون ذلك على حساب زوجتي وأولادي، هم يتعبون وأنا سعيد ومسرور. ٭ ماذا عن النصوص.. هل هناك مشكلة في هذا المجال؟ - لا توجد مشكلة، أشتغل مع كتاب من الإمارات وأوظف الإنتاج المحلي في أعمال درامية، لكن لو حدث إنتاج أكثر فلا بد من كتاب أكثر وزخم في النصوص. ٭ بعض الكتاب المهمين على الساحة لم تأخذ منهم نصوصاً درامية.. لماذا؟ - هناك كتاب قصة يرفضون أن تتحول أعمالهم إلى مسلسلات تلفزيونية، مع أن قصصهم من الواقع، ولقد طلبت من بعضهم لكنهم رفضوا، متمنياً أن يوافقوا في المستقبل. ٭ ما طموحاتك؟ - أتمنى أن نستمر في الدراما المحلية حتى ينقل ابن الإمارات حضارته للعالم خاصة أن التلفزيون وصل إلى كل مكان من الكرة الأرضية، كما نطالب قنواتنا الفضائية الاهتمام بالمسلسل المحلي لأنه غاب عن الموسم الرمضاني هذا العام.