يحق لنا جميعاً أن نفخر ونعتز بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام وعناية بصحة أبناء الوطن، وحرص كبير على تقديم الرعاية الصحية لكل أبناء الشعب السعودي في مختلف مناطق المملكة. وهو الحرص الذي يتجسد في أروع صورة من خلال الاعتمادات المالية الضخمة التي يتم تخصيصها في موازنة الدولة - رعاها الله - للقطاع الصحي والتي مكنت خلال السنوات الخمس الماضية من إنشاء عدد كبير من المستشفيات والمنشآت الصحية الحكومية، والتي تقدم خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية لجموع المواطنين. وقد كان لمنطقة الرياض «حاضرة المملكة» نصيب وافر من هذه المشروعات بما يتناسب مع ما تشهده من نمو سكاني متزايد وتسارع كبير من مسيرة التنمية في قطاعات كثيرة. وقد أسهمت هذه المشروعات في زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات والمنشآت الصحية الحكومية لاستقبال أعداد هائلة من المرضى والمراجعين، وخفض معدلات الانتظار إلى أدنى الحدود الممكنة ، ساعد على ذلك التطوير الكبير في منظومة العمل الإداري بالقطاع الصحي والإمكانات الضخمة من حيث الكوادر الطبية والمهنية والتجهيزات التي توفرت لهذه المشروعات، واختصرت فترات العلاج وتقديم خدمات الرعاية الصحية العلاجية للمرضى دون إخلال بجودة هذه الخدمات. ولا نبالغ في القول بأن تميز منظومة المنشآت الصحية بمنطقة الرياض ورقي الخدمات التي تقدمها في مختلف التخصصات يمثل دليلاً حياً على النقلة الكبيرة التي يشهدها القطاع الصحي في بلادنا المباركة عامة، وفي حاضرة الوطن على وجه الخصوص، كما يفسر لنا التراجع الكبير في معدلات الإصابة ببعض الأمراض ولا سيما الوبائية، والتي أعلن رسمياً خلو المملكة منها. وما يضاعف من سعادتنا واعتزازنا بذلك هو ما نلمسه من حرص ولاة الأمر - يحفظهم الله - على استمرار جهود وخطط تطوير وتحديث المنشآت الصحية وتوسيع نطاق انتشارها، وزيادة عدد المستفيدين من خدماتها وتطبيق أرقى معايير ومواصفات الجودة في جميع الخدمات التي تقدم للمرضى والمراجعين. ولعل المشروعات الضخمة التي نحتفل بتوقيع عقودها هذه الأيام في مدينة الرياض، ومنها برج الطوارئ بمستشفى الأمير سلمان والبرج الطبي الثالث بمجمع الملك سعود، وبرج الطوارئ بمستشفى الإيمان بتكلفة تقترب من المليار ريال، وبطاقة استيعابية إجمالية تزيد على 800 سرير تجسد بجلاء هذا الحرص وهذه العناية الكريمة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوفير خدمات الرعاية الصحية المتكاملة لكل مواطن من أبناء المملكة. فهنيئاً لبلادنا المباركة بقيادتها الرشيدة التي لا تدخر جهداً في خدمة أبناء الوطن ورعايتهم، وكل الشكر والعرفان نرفعه مخلصين إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وسمو أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه ووزير الصحة لكل ما تحقق ولا يزال من انجازات لتوفير خدمات الرعاية الصحية في حاضرة المملكة وقلبها النابض بالحياة. *مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض