الأمة هي مجموعة من الناس يؤمنون بأنهم يمتلكون تاريخاً مشتركاً ويشتركون في تقليد تاريخي وثقافي مرتبط عادة بمنطقة جغرافية محددة تزود المجموعة بهوية أزاء مجموعة أخرى. وقد حقق مجلس التعاون الخليجي باقتدار مفهوم «الأمة الخليجية» وهذا إنجاز يحسب لقادة الدول الست عندما يكتب التاريخ ويدون انجازات هؤلاء القادة استناداً إلى المادة الخامسة من النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية «يتكون مجلس التعاون من الدول الست التي اشتركت في اجتماع وزراء الخارجية في الرياض بتاريخ 4/2/1981م» والدول الست هي: دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة البحرين، المملكة العربية السعودية، سلطنة عُمان، دولة قطر، دولة الكويت، وفي الحقيقة مفهوم الأمة الخليجية لم يكن حاضراً قبل ذلك التاريخ حيث أصبحت «هوية» يشار إليها للتعريف بسكان دول الخليج خارج حدودها وعلى وجه الخصوص في الوطن العربي الكبير حيث يقال هذا «خليجي» وذاك من دول الخليج. هذه الهوية التي أصبحت أمراً واقعاً في الانتماء الوطني تحتاج إلى انجاز آخر حتى تصبح مساوية للانتماء الوطني للدول الست أو في بعض الأحيان تفوق الانتماء الوطني للدولة وخاصة إذا علمنا بأن ذلك ضمن أهداف مجلس التعاون الأساسية حيث ورد في المادة الرابعة من النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الفقرة (1) «تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها» وهذا ما يتطلع اليه مواطنو الخليج حيث تحقق كل ما تسعى اليه دول الخليج من انجاز في مجال «التنسيق» وقد استغرق ذلك التعاون بين الهيئات والمنظمات ما يقارب 25 عاماً تم خلالها بلورة الجهود ومحاولة توحيد الأنظمة والاجراءات في المجالات المختلفة. وكما يلاحظ استنفد أحد أهداف المجلس وهو «التنسيق»، الوقت المخصص له إذا لم يتجاوز الحد المعقول من السنوات والآن الوقت ليس في صالح دول الخليج وخاصة في ظل وجود التوجه العالمي للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وشروطها التي في جُلها تؤدي إلى التكامل الكوني للاقتصاد وهذا التوجه ينبغي أن يكون سبباً حتمياً في انتقال دول الخليج الست إلى مرحلة التكامل ومن ثم الاتحاد.