أعلن متمردو الطوارق في مالي الجمعة استقلال منطقة أطلقوا عليها اسم «دولة أزواد» بعد أن استولوا هذا الأسبوع على بلدات رئيسية في تقدم فاجأ المجموعة العسكرية التي أمسكت بزمام الأمور في البلاد في الآونة الأخيرة.ويحلم متمردو الطوارق بالانفصال منذ استقلال مالي عن فرنسا عام 1960 لكنهم لم يلقوا تأييدا دوليا يذكر لهذه الخطوة التي يخشى جيران مالي أن تشجع حركات انفصالية في أماكن أخرى.واستولى المتمردون على شمال مالي بالاستعانة بسلاح ورجال قدموا من ليبيا. ولقيت الخطوة دعما من إسلاميين لهم صلات بالقاعدة مما أثار مخاوف من ظهور دولة مارقة جديدة. وقال بلال الشريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد التي يقودها الطوارق على موقع الحركة على الإنترنت «تدعو اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية لتحرير ازواد المجتمع الدولي بأسره للاعتراف على الفور وبروح من العدالة والسلام بدولة أزواد المستقلة.»وأورد البيان معاناة الطوارق على مدى عقود جراء معاملة العاصمة الجنوبية البعيدة باماكو لهم وقال إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد تعترف بالحدود مع الدول المجاورة وتتعهد بإقامة دولة ديمقراطية على أساس مبادىء ميثاق الأممالمتحدة. وصدر البيان من بلدة جاو التي سقطت هي والمركز التجاري القديم تمبكتو وبلدات شمالية أخرى في أيدي المتمردين في غضون 72 ساعة هذا الأسبوع مع انشقاق جنود عن الجيش النظامي وانضمامهم للتمرد وفرار آخرين من مواقعهم. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه إن باريس ترفض إعلان الاستقلال بشدة.وقال لرويترز «إعلان الاستقلال من جانب واحد من غير أن تعترف به الدول الافريقية لن يكون له أي معنى بالنسبة لنا.» ووصف الباحث في المركز الجزائري للدراسات الاستراتيجية و الأمنية في اتصال هاتفي مع « الرياض « إعلان استقلال الأزواد ب « اللاحدث « و أن الأخير « غير منتج لآثار قانونية « طالما أن الاتحاد الإفريقي لن يعترف بدولة نشأت بهذه الطريقة ،و وصف الدكتور ساحل مخلوف عملية الاختطاف التي تعرض لها قنصل الجزائر و 6 دبلوماسيين آخرين بمنطقة « غاو « شمال شرقي مالي صباح الخميس الماضي ب « العمل الإجرامي « الذي يخترق كل الأعراف الدبلوماسية و ينتهك أحكام القانون الدولي و اتفاقية فيينا المنظمة للعمل الدبلوماسي و القنصلي .و اعتبر ساحل مخلوف اقتحام القنصلية الجزائرية بغاو و اقتياد 7 من موظفيها إلى وجهة غير مجهولة دليل على خطورة الوضع في مالي و دليل على حالة الانفلات الأمني المقلق و غياب السلطة المركزية التي أخّلت في توفير الحماية للتمثيليات الدبلوماسية و القنصلية الموجودة فوق ترابها . وعن المخاطر التي قد تحدق بالجزائر قال إن المخاطر لا تحدق بالجزائر فقط و لكن بالمنطقة برمتها و إن الخطورة « تتجلى في انتهاك «الحركة الوطنية لتحرير أزواد « أحد أهم المبادئ الأساسية للمعاهدة الأممية 45 المتمثلة في احترام الوحدة الترابية و السيادة الوطنية لدولة مالي.