أشعر بسعادة كبيرة عندما أرى شباباً يقومون بأعمال تطوعية لوجه الله تعالى ومن ثم لأجل الوطن، أياً كان نوع ذلك العمل التطوعي أو حجمه، فوجود هذه الصفة والخصلة الحسنة في شباب ربما لا يملكون نفس الإمكانات التي تمتلكها المنظمات الأهلية الكبيرة إلا أن الشعور بالرغبة في المشاركة لهدف نبيل من فئة الشباب هو بالفعل شعور مختلف مقارنة بسعادتنا عندما نسمع عن بعض المبادرات التي تطلقها الشركات لعمل الخير ورد الدين والوفاء لمجتمع ساهم في نجاح أعمالهم... العمل التطوعي والمساهمة في بذل الخير لمساعدة الناس خدمة للمجتمع له مذاق خاص ورونق جميل يجعلك تعيش في سعادة غامرة لا يعلمها غيرك إلا الله الذي سيكافئك إن شاء سبحانه بالحسنات والرزق الكثير لقاء عمل الخير... كثيراً ما نسمع في المجالس وبعض المنتديات أو مواقع الانترنت عن مبادرات شبابية رائعة وأعمال تطوعية تمر مرور الكرام ولم تحظَ بدعم إعلامي يوازيها أو حتى بإعطائها حقها من الدعم الكافي حتى تكون مثالاً مشجعاً لآخرين من نفس الفئة للقيام بنفس العمل أو مثله، كما تحصل عليه شركات القطاع الخاص في كثير من الأحيان! معظم ما نقرأه ونشاهده عبر وسائل الإعلام هو عبارة عن مبادرات لشركات في مجال المسئولية الاجتماعية ومقابل هذا الدعم فائدة إعلامية مستحقه ومشروعه ولا اعتراض على ذلك، ولكن ما أريد أن أصل إليه هو ضرورة أن تقوم المؤسسات الإعلامية بمنح الفرصة أيضاً للمبادرات الفردية من أبناء الوطن من يقدمون المال أو الجهد فكلها عمل خير! ولكن بصراحة الإعلام مقصر في هذا الجانب... إحدى المبادرات الرائعة والتي تستحق الإشادة والتقدير هي قيام مجموعة من الشباب والشابات وهم من هواة رياضة تسلق الجبال، بإطلاق حملة لمكافحة السرطان من خلال مغامرة فريدة تمثلت في تسلق جبال كليمنجارو بتنزانيا أحد أعلى وأشهر القمم في العالم. بهدف جمع المال لدعم إنشاء أول مركز متكامل وشامل للكشف المبكر عن السرطان (عافانا الله وإياكم) في المنطقة الشرقية، هؤلاء الأبطال عملهم تطوعي ولوجه الله تعالى ولم يرجوا من وراء ذلك أي مقابل سوى عمل الخير بهدف الأجر والثواب وخدمة للوطن، وبعد تواصلي معهم رغبة في أن أساهم ولو في جزء بسيط لعمل الخير عبر تقديم دعم من الجهة التي أعمل بها، وجدتهم شباباً رائعين يغزوهم الحماس لعمل الخير وعندما سألت عن الآلية للتبرع قالوا لي إن المبالغ لا تدخل في حساباتهم بل تذهب مباشرة لحساب جمعية السرطان بالمنطقة الشرقية، وما زادني إعجاباً هو أن كل تكاليف رحلتهم على حسابهم الخاص... هؤلاء الشباب تمنيت لو أن القنوات الفضائية والصحف والإذاعة أعطتهم الدعم الكافي وتبنت فكرتهم قبل وأثناء وبعد الإنجاز بهدف جلب أكبر عدد من الداعمين لإنشاء هذا المركز الهام لخدمة الوطن...! هذا المركز سيكون في المنطقة الشرقية وهو الأول من نوعه في المملكة كمركز شامل ومتكامل سيقوم في المرحلة الأولى من انطلاقه بالتركيز على أربعة أنواع من السرطانات هي سرطان الثدي للسيدات، والقولون والمستقيم، والبروستات، وعنق الرحم. وسيساهم بإذن الله في تقليص الإصابة من هذا النوع من أمراض السرطان بنسبة تتجاوز 90%... أخيراً، شكراً بدور الشدوي، نور الشدوي، منى شهاب، خديجة الجفري، أريل البليهد، أحمد الربيعة، حمزة المرزوقي وعبدالله الملحم، فأنتم رائعون وتستحقون كل الود والاحترام والتقدير على مبادرتكم الرائعة وعملكم الرائع وجزاكم الله كل الخير والثواب...