حين تحضر الرغبة في الخروج بعيداً عن خداع الصورة تستطيع أن تراجع بهدوء مساراً ظل لزمن طويل محتكراً على الحضور من خلال فرضه التعايش اليومي مع وجوه بقيت سارية التعامل معها لزمن بدا وكأن الحياة خالية إلا منهم. أفق مسدود، وأبعاد واضحة لكن ظللت كثيراً أمامها تخشى حركة التنقل، أو مبادرة الانطلاق. الحياة مختصرة في وجوه واحدة. الحياة مختصرة في مكان واحد اعتقدت انه الوحيد الذي يبعث على الطمأنينة. الحياة توقفت أمام ذلك المسار الذي لا يُسمح لك أن تعترض أو تفكر أو تلغي حضوره، وشعورك بعدم الرغبة في البقاء. لكن هل فُرض عليك اختصار كل شيء فيما أنت عليه؟ هل ثقافة البقاء تقلل من إحساس الخوف العام الذي يرعب من المخاطرة؟ هل الاستمرار في النظر إلى الصورة الخادعة ضرورة؟ وهل تعتقد انك تحافظ على توازنك عندما تظل في مكانك تخضع لإملاءات وخيارات فرضت عليك منذ زمن؟ وهل إلغاء ايرادتك هو القانون الذي عليك أن تتعايش معه وكأنه عالمك الخاص؟ المشكلة أن كثيراً من الافتراضات، والتخيلات نحن من نصيغها، ونحن من نسعى إلى تكريسها وكأنه ضرورة من ضرورات الحياة. نحن من نحضرها. ونأتي بها من كل الزوايا والدروب ونوزعها في خدمة أيامنا القاسية الثبات تتناوب الحقيقة والواقع له مع منشأ باهت من الخيال والرؤية من خلال زاوية واحدة تفقد الكثير من التآلف معها. لا قدرة لك على ملامسة التغيير رغم أنك تحلم أن تستظل بظله. ولا قدرة لك على ملامسة حافة عالم تجهله. رغم أنك تريد أن تكسر هذا المعتاد وهذا السائد. يخطر في بالك أحياناً أن تسأل نفسك هل تُبصر ما تريد؟ هل لك أن تكون جزءاً منه ذات يوم؟ رفاق الحلم، الرغبة، والأمل، والغد المشرق. ليسوا عالماً التقيت به ويحتاج المزيد من التفسير والاجتهاد وليسوا ملامح شديدة الخفوت عليك أن تخرجها إلى دائرة الأضواء ولا هم قوة مهمشة تحتاج إلى من يصنع شعبيتها. رفاق الحلم هم رفاق الحياة. اختاروا أن يكونوا معك بتخيلات حقيقية. وعليك أن تكون معهم في أبهى حلة بعيداً عن سيادة الخوف. فقط معرفة نقطة البداية وتجاوز ذلك المكان الثابت الذي أدمنت البقاء به والايمان بأنك تستحق بداية جديدة ليس لأنها خيار عليك أن تتفهم ملامسته. ولكن لأن ثقافة الحياة الصحيحة تمنحك فرصة عدم الخضوع للسكون والمكان الواحد على امتدادها. وأن الدعة المتواصلة قد تدفع بك إلى فقدان كل أرصدتك من الحياة المستحقة. ليس اختراعاً أن تمارس الحركة، أو ترغب في التغيير خاصة إذا كنت تحلم وبشدة في أن تكون ما تريد..!!