قال المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية: ليس هناك سبب منطقي لارتفاع أسعار النفط العالمية, مضيفا ان هذه الارتفاعات هي من الأخبار السيئة بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة وسيئة بالنسبة للاقتصادات الناشئة ولكل الدول المنتجة للنفط, ومنها السعودية, وسلبية بالنسبة لصناعة الطاقة بشكل أوسع. واضاف: من الواضح أن استمرار الأسعار المرتفعة بدأ يؤثر سلبيا على النمو الاقتصادي الأوروبي وعلى الأهداف ولا فائدة من ركود الاقتصاد الأوروبي, وسنفعل ما بوسعنا لمساعدة وتشجيع النمو الاقتصادي العالمي. وغني عن القول ان السعودية لا تسيطر على السعر الذي تبيع نفطها الخام حسب الأسعار العالمية، لكن تبقى أكبر بلد منتج, وتفضل سعرا أدنى. واعرب في مقال له نشرته "الفايشنال تايمز" البريطانية عن رغبته في رؤية عادلة ومعقولة لأسعار النفط بحيث لا تضر بالانتعاش الاقتصادي العالمي خصوصا في الدول النامية والناشئة, التي تدر عائدا مجزيا لإنتاج واستقطاب المزيد من الاستثمارات في صناعة النفط. ولفت الى أنه من الواضح أن التوتر الجيوسياسي في المنطقة, والمخاوف من العرض, تساعد على إبقاء الأسعار مرتفعة، ومع ذلك يبقى السوق متوازنا بصورة أساسية، وقد بدا نقص محتمل في أسعار النفط العالية لا يتماشى مع الواقع، ولا يوجد أي نقص في الإمدادات، ولا يوجد أي طلبية لا يمكن تلبيتها. وقال: إجمالي المخزون التجاري في الدول المنظمة يحقق الهدف المنشود وهو ما يقل 57 يوما, للمضي قدما لتغطية كافية لمواجهة أي احتمال تقريبا. وأفاد في نفس السياق أن السعودية أنفقت الكثير للمحافظة على طاقة إنتاجية احتياطية سوف تستخدم في إمداد الطاقة في السوق النفطية التي تتطلب كميات إضافية وهذا الكلام ليس هامشيا. قائلا: لقد ثبت ذلك مرارا حيث رفعنا الإنتاج بعد الإضراب في فنزويلا في 2002. ولقد زاد في أعقاب ارتفاع الطلب في الاقتصادات الناشئة, لا سيما في الصين عام 2004، ورفعنا الإمدادات الأمريكية في أعقاب الإعصار، وبعد انتفاضة شعبية اجتاحت ليبيا في مطلع عام 2011، مشيرا بقوله " فعلنا ذلك مرارا من قبل وسنفعل ذلك ثانية". وأكد النعيمي أنه ليس هناك سبب منطقي لارتفاع أسعار النفط التي لا تزال مستمرة في هذه المستويات العالية، مضيفا "نحن نريد تعزيز النمو في أوروبا, وبكافة مناطق العالم". وتأتي تصريحات النعيمي في الوقت الذي قالت فيه وكالة الطاقة الدولية بعد اجتماع لخبراء الطاقة في البلدان الثماني والعشرين الأعضاء انها تشعر بالقلق من جراء أسعار النفط المرتفعة وأنها مستعدة للتحرك إذا اقتضت ظروف السوق. واضافت الوكالة على لسان مديرتها التنفيذية ماريا فان در هوفن: شهدت سوق النفط في الأشهر الأخيرة شح المعروض بالنسبة للعرض، ووكالة الطاقة الدولية شأنها شأن الاخرين تشعر بالقلق من أثر هذه الأسعار المرتفعة في وقت لا يزال فيه الانتعاش الاقتصادي العالمي هشا.