كخطوة استباقية لتنفيذ بعض جماهير النصر قرارها بالتجمهر أمام مقر النادي كتعبير عن سخطها تجاه الأوضاع السيئة التي يعيشها الفريق الكروي، وكخطوة ضاغطة منها على الإدارة للاستقالة كتب رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي مغرداً في (تويتر): "أنا أتأسف أنني لن أحضر تدريب النادي يوم الخميس لظروف خاصة؛ ولكن من أراد أن يتظاهر كما قيل، فنحن نرحب بكم بإذن الله في بيتكم في مخرج 2، وأعدكم لن يضايقكم أحد، فبيتي هو بيتكم". تلك التغريدة جاءت حمالة أوجه، فمن جهة يمكن أخذها بظاهرها بقراءة سطورها كما جاءت، وهي أن الأمير –بالفعل- يقدر جماهير النادي بمن فيها من أعلنت التجمهر ودعت له، وأنه يريد فقط أن يقطع الطريق عليها باستضافتها في بيته؛ بغية امتصاص غضبها، والتلاقي معها في منتصف الطريق، ويمكن أخذ التغريدة ببواطنها، وذلك باستقراء ما بين سطورها، إذ لا تعدو كونها استفزازاً، وتحدياً لتلك الجماهير، بالإشارة إلى استعداده للذهاب معها إلى أبعد مدى في المواجهة. بالنتيجة فقد فشلت دعوة تجمهر الخميس حيث لم يحضر سوى ثمانية مشجعين وسط تواجد أمني سبقهم إلى الموقع؛ وبذلك بدد الواقع كل السيناريوهات التي رسمت للحدث المنتظر؛ لكن السؤال هل تبدد احتقان "جماهير الشمس"؟. بالطبع لا، بل لعله زاد، إذ لم تظهر إدارة النادي أية ردة فعل حتى الآن تجاه تذمر الجماهير، غير تغريدة الرئيس، وقراره بتجديد الثقة في الجهاز الإداري وبرفض استقالة الأمير وليد بن بدر، وهو قرار يرى بعض النصراويين أنه يحمل من الاستفزاز الكثير. ليس بالضرورة أنني أتبنى – شخصيا- الرؤية التي تذهب إلى أن تجديد الثقة في الجهاز الإداري ورفض استقالة الأمير الوليد فيه استفزاز؛ لكنني أكاد أجزم بأن شريحة كبرى من جماهير النصر ترى ذلك وتؤمن به، ومنتديات جماهير النادي، ومواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن ذلك بوضوح؛ لكن ما يظهر – على الأقل - بوضوح أن ثمة عملية توزيع أدوار واضحة بين الأمير فيصل بن تركي، والأميرين طلال بن بدر، ووليد بن بدر، وتنسيق بالغ في المواقف، ومثل هذا مهم جداً بين أطراف الدائرة الضيقة في أي منظومة؛ لكن لا ينبغي أن يكون ذلك بقصد استفزاز الشركاء وقطع الطريق عليهم. أعني بالشركاء هنا أعضاء شرف النادي بجميع توجهاتهم، لاسيما المختلفين منهم مع أصحاب الحل والربط في البيت النصراوي، وكذلك الجماهير، إذ أن أي شعور بالاستفزاز وهو ما هو حاصل الآن سيزيد من الاحتقان، ما سيضاعف مساحة الخلاف، وسيعقد كل إمكانية لردهم هوة المشاكل العميقة؛ خصوصاً وأن لا بوادر لأي إمكانية لتصحيح أوضاع الفريق على الأقل حتى نهاية الموسم، وما الحديث عن إمكانية المنافسة على كأس الملك إلا شكل من أشكال تدوير زوايا الأزمة لا أكثر. الحل في وجهة نظري في ظل الوضع النصراوي المأزوم هو أن يجلس حكماء النصر، ومعهم الداعمون، والمحبون من الشرفيين، وكذلك ممثلون عن مجلس الجمهور النصراوي تحت رعاية شخصية ذات مكانة بالغة لدى النصراويين متحلقين حول طاولة حوار كبرى؛ لتدارس أهم الملفات العالقة، وللتعاهد على حلها. مهما بلغت حساسيتها؛ لما فيه مصلحة الكيان الكبير؛ وبدون ذلك لا أرى قائمة للنصر على الأقل في المدى النظور؛ ولكن يبقى الأهم قبل الحوار أن تكون القلوب مفتوحة قبل الأبواب، عند ذلك لا يهم أين يكون مكان تلك الطاولة، حتى لو كان مكانها مخرج 2.