نجح مهرجان ريف الاحساء السياحي الذي نظمه نادي الصواب ولجنة التنمية الاجتماعية بمدينة العمران بدعم من الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال إجازة الربيع والذي يسدل الستار عليه اليوم الجمعة في إيجاد منفذ للأسر المنتجة لعرض منتجاتهم ومن ثم بيعها، وكذلك التعريف بهذه الأسر ومنتجاتها في مهرجان شهد حضور كثيف تجاوز 20 ألف زائر من الداخل والخارج وبمشاركة ما يزيد عن 20 أسرة منتجة. وبحسب رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان علي العباد فإن عدد الشباب المشاركين في تنظيم فعاليات المهرجان يصل إلى 85 شابا عملوا طوال أيام المهرجان بكل تفان ٍ وإخلاص لإنجاح هذه الفعالية التي تقام لأول مرة، لافتاً إلى أنهم اكتسبوا خبرة في تنظيم الفعاليات إضافة إلى استفادتهم المادية، وأضاف أن الأسر المشاركة حققت حجم مبيعات جيد، معتبراً أن هذا الأمر يحقق أهم اهداف المهرجانات السياحية وهو تحقيق التنمية الاقتصادية. بدوره أكد مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالاحساء علي الحاجي أن المهرجان في نسخته الأولى حقق أكثر من نجاح، أوله على الصعيد التنظيمي والإداري للفعالية السياحية، والآخر في استقطاب عدد كبير من الزوار في موقع جغرافي جديد داخل المحافظة، والثالث هيأ فرص عمل لعدد كبير من الشباب، وكل هذه العناصر لا شك أحدثت حراكاً اقتصاديا واجتماعيا وثقافياً. من جانبها أكدت فاطمة الخاطر والتي اتخذت لها مكانا خلف بسطتها التي تضم العديد من المنتجات الأعشاب الشعبية، والتف الكثير من الزائرات حولها للشراء إلى انها أصبحت شبه متخصصة في التوصل لبعض الخلطات الشعبية التي لا تستغني النساء عنها كالسدر والحرمل والمر والحناء والكحل والبهارات ،ولم تخفي الخاطر التي شاركت في العديد من المهرجانات الأخرى في أن مبيعاتها في هذا المهرجان تعد الأعلى والممتازة، وتضيف ان هذه المشاركات اعطتها ثقة كبيرة في النفس، وفي ركن آخر من معرض الأسر المنتجة تنهمك أم عبدالله المريحل في صناعة الخوصيات ومن ثم بيعها لتنفق بها على أبنائها، وامتدحت أم عبدالله حجم الإقبال على صناعتها في هذا المهرجان، فيما تتسابق السيدات وبناتهن ليخضبن أيديهم بالحناء في ركن آخر. ويجلس ابراهيم البنسعيد وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة "تابع لمركز التدخل المبكر" يمارس حرفته في صناعة الفخاريات التي تعلمها في مركز النخلة للصناعات الحرفية، ويظهر ابراهيم سروره بحجم مبيعاته مما يصنعه بيده. أما محمد القويضي وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ايضا فصورته مألوفة للكثير من الزوار، ولا يستطيع محمد إخفاء سعادته بالتفاف حشد كبير من الزوار حوله نظراً للمهارة والدقة التي يظهرها في صناعة بعض المجسمات الطينية والفخاريات، وتلك المهارة ساهمت في ارتفاع مبيعاته بشكل لافت، ودفع إبداع وفن محمد لأن يغري أبني شقيقته عبدالله وأحمد الخواهر أن يمارسوا هذه الحرفة، وفي زاوية أخرى يقضي علي القفاص وقته صامتاً وهو يصنع الأقفاص والأسرة والكراسي من جريد النخل. وليس ببعيد عنهم يمسك الطفل عبدالله بحيوان "البوني" وهو يحمل على ظهره طفل في مشاور لا تتعدى مسافته أل 50 متراً ليتحصل عبدالله بعدها على خمسة ريالات هي قيمة ذلك المشوار، ليعود إلى مشوار آخر، وهكذا استفاد عبدالله ومعه أكثر من 10 شباب آخرين من مختلف الأعمار من مهرجان ريف الاحساء على دخل مادي يشعرهم بخصوصيتهم ويدفعهم ، ويشير الشاب محمد بوخليف قيمة إيجار المشوار الواحد على ظهر الحصان بخمس ريالات مبيناً أنه يتحصل يومياً على 150 ريالا معتبراً أنه مبلغ ممتاز موجهاً شكره للقائمين على المهرجان للسماح له بالمشاركة.