يلعب الحظ في حياة الكثيرين دوراً كبيراً لا سبيل إلى إنكار مفعوله ، لكننا لو درسنا الكثير من القصص التي هبط فيها الحظ على أصحابها ، فحوّل حياتهم فجأة إلى النجاح أو الشهرة أو الثروة ، لوجدنا شيئاً مشتركاً في أكثر هذه القصص .ويبدو أن الحظ يهبط دائماً على أبطاله أثناء اختلاطهم بالناس ، نتيجة لروابط أو علاقات معينة ، ونتيجة لأسباب لا نعرفها أحياناً!! ولعل أول خطوة لاجتذاب الحظ هو أن تدرك دائماً أن الحظ يأتي عن طريق الآخرين ، وأن كل تعارف جديد بمثابة فخ جديد يعده الإنسان لاقتناص الحظ . وكلما تعددت الفخاخ التي تنصبها زاد احتمال اقتناصك للحظ . وكثيراً مايصل الحظ إلى المرء متنقلاً من حلقة لأخرى من حلقات سلسلة المعارف والأصدقاء . وهناك نسبة كبيرة من لمسات الحظ تأتينا عن طريق أشخاص ربما لا نعرفهم أو أناس لا تتجاوز علاقتنا بهم سوى مجرد تبادل التحية عند اللقاء !! . والحقيقة أن الحماسة التي تتفجر في أذهاننا وأجسامنا هي أقصر الطرق إلى الحظ. ولكي نسلك هذا الطريق القصير ، لا بد أن يبلغ أهتمامنا بالعالم الذي نعيش فيه اهتمام الباحثين والمكتشفين الذين لا يسأمون من البحث والدراسة والتنقيب، فالشخص الذي يتأجج حماسة قد تكون ظروفه مدعاة للضيق والاضطراب . ولكن هذا الشخص يحب الحياة بكل متاعبها وآلامها وتفاهاتها . ونحن جميعاً نحتاج إلى الحماسة ، لكي نقاوم القلق الذي يكمن في أعماق نفوسنا فيقيم بيننا وبين الحظ سداً منيعاً.فالقلق يؤثر في أعصابنا وصفاء تفكيرنا ، فيفسد علاقتنا بالناس ، ويطبعنا بطابع التشاؤم والضعف وعدم القدرة على مسايرة الظروف ومواجهة العقبات . إن حماسة الإنسان وحبه للحياة يولدهما البحث والاختبار في أي ميدان من ميادين العمل والفكر ،وتولدهما الهوايات المناسبة . ونحن نقترب كثيراً من الحظ إذا قدمنا لعقولنا غذاء صحياً منوعاً بطريقة منظمة سواء عن طريق الكتب أو الصحف أو المجلات ، أو عن طريق مشاهدة التلفزيون أو الإصغاء إلى الراديو أو البحث في الإنترنت .... إلخ . وقد تقرأ كلمة أو عبارة فتثير في ذهنك خاطراً يولد في عقلك لمسة الحظ السحرية التي تحول مجرى حياتك وتدفعك إلى الوصول إلى هدفك المنشود . إن كثيراً من رجال الأعمال ومن العظماء قد استطاعوا أن ينجحوا في حياتهم نتيجة لمشروعات هبطت عليهم فكرتها وهم يعيشون في فترات راحتهم ، يقرأون كتاباً أو صحيفة أو يذهبون في أحلام اليقظة ، إلى شيء يحلمون بتحقيقه بشكل مستمر. ورب فكرة صغيرة أو مشروع جديد أو شخص عزيز حولوا حياتك إلى إنسان محظوظ بمشيئة الله تعالى ....