أكد الزعماء العرب في افتتاح قمتهم في العاصمة العراقية اليوم الخميس على ضرورة الحل السلمي للازمة في سوريا التي تشهد انتفاضة دامية ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ عام. وفي كلمته في افتتاح الدورة الثالثة والعشرين للقمة أكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي تولى السلطة في ليبيا بعد تدخل حلف شمال الأطلسي الذي أدى للإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي على "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول". لكن عبد الجليل الذي رأست بلاده الدورة السابقة للقمة أعرب عن القلق حيال "مشاهد الإبادة والتعذيب التي يرتكبها النظام السوري" وهو ما يلزم اتخاذ خطوات سريعة لمتابعة الجهود المبذولة لحل الأزمة. وسلم عبد الجليل الذي أعلن رسميا استعادة علاقات بلاده مع العراق بعد انقطاع تجاوز ثماني سنوات الرئاسة الدورية للقمة إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني ليصبح أول كردي يتولى رئاسة القمة العربية. وقال الطالباني في الجلسة الافتتاحية التي نقلت تلفزيونيا على الهواء مباشرة إن "غياب سوريا لا يقلل من أهمية هذا البلد الشقيق." وأعرب بدوره عن القلق حيال "أعمال العنف وسفك الدماء". وأكد الرئيس العراقي على السعي "لإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة من خلال الجامعة العربية مع الاستعانة بجهود الوسطاء الدوليين من خلال المبعوث المشترك كوفي عنان." وطرح عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية خطة من ست نقاط لوقف العنف في سوريا وبدء حوار سياسي. وقال انه تلقى موافقة دمشق على الخطة التي لا تدعو لتنحي الأسد على عكس دعوة سابقة من الجامعة العربية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في كلمة أمام القمة أن الرئيس السوري يجب أن يحول قبوله لخطة السلام إلى فعل يبعد بلاده عن "مسار خطر" يهدد المنطقة بكاملها. وحث بان الأسد على "وضع هذه التعهدات موضع التنفيذ الفوري".