البحر الأحمر دخل مرحلة الخطر الشامل حتى يكاد الأمن القومي العربي يغرق في مياهه ، فضلا عن أنه لم يعد واردا في الواقع العملي الحديث عن الأمن الاسلامي .. الدول الغربية تسيطر الآن على مراكز حيوية تتحكم في هذا البحر في بدايته وفي نهاياته ، وهي تخطط الآن نحو إنهاء المرتكزات العربية الاسلامية في الدفاع عن البحر ومصالح الأمة ، وللتحكم حتى في استخدامات مياهه ، ليصبح الخطر شاملا . بهذه الحقيقة المفزعة استهل الكاتب الصحفي طلعت رميح كتابه بعنوان " البحر الأحمر الخطر القادم " الصادر حديثا عن مركز "الرسالة" للدراسات والبحوث الإنسانية بالقاهرة، ويقع في 77 صفحة من القطع المتوسط: ويؤكد المؤلف على خطورة تثبيت الدول الغربية أقدامها عسكريا وسياسيا في مواقع تسيطر من خلالها على الحركة التجارية والاقتصادية والعسكرية – على نحو إستراتيجي – في هذا البحر وهي تتهيأ الآن للانطلاق لتفكيك وانهاء وجود معالم القدرة لدى المناطق أو الدول الراسخ دورها التاريخي في الدفاع عن البحر الأحمر . ويسلط الكتاب الضوء على التغييرات في البيئة الاستراتيجية للبحر الأحمر ، فى ضوء ما تشهده من تغييرات لكل ما كان ثابتا عبر قرون طويلة في معالم السيطرة على الممر البحري الرابط بين الدول العربية في آسيا وافريقيا ، فالقوى الأجنبية الدولية والاقليمية نما وجودها وتعمقت سيطرتها الاستراتيجية على البحر الاحمر خلال الحقبة السابقة . ثم ينتقل المؤلف بعد ذلك لبيان مكانة البحر الأحمر الخاصة في الإستراتيجيات العالمية والاقليمية ، وبطبيعة الحال في استراتيجيات الدول المطلة عليه. كما استعرض المؤلف المحاولات المختلفة من قبل القوى الدولية للسيطرة على البحر الأحمر منذ زمن العرب قبل الإسلام وحتى يومنا هذا ، متناولا الآليات والوسائل المختلفة المستخدمة في الصراع ، وفي محاولة السيطرة على البحر الأحمر. وفي خاتمة الكتاب انتهى المؤلف إلى أسباب وحقيقة الجهود ومظاهر الاهتمام الرسمي بحماية أمن البحر الأحمر، من جهود عسكرية وسياسية كما بين التقدم والتراجع ونقاط الضعف في هذه الجهود العربية ، ثم طرح الكاتب سؤالا مهما : ما العمل ؟ ثم يقدم رؤية مكونة من ثلاثة اتجاهات لمواجهة المخاطر الحالّة والتخطيط لوضع مستقبلي.