عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت صدر مؤخراً (2005م) كتاب بعنوان: «أنطولوجيا الأدب السعودي الجديد: معطى حداثي عالي الصوت في فضاء منسي (شعر، قصة، رواية، شهادات، حوارات، مختارات) لعبدالناصر مجلي، حيث يقع الكتاب في 637 صفحة. يقدّم هذا الكتاب (وجبة) كاملة عن حقيقة الإبداع السعودي الحديث وتميزه وأصالته، والذي عانى ومازال يعاني من إهمال من قبل البعض، على الرغم من سطوع كثير من الأسماء المتميزة في فضاء الإبداع العربي، شعراً وقصة ورواية ونقداً، بشكل واضح جلي!! تقديم غيور للأسماء المكرسة حتى يعرف المتابع العربي وغيره مدى تميزها من جهة، ومن جهة أخرى السعي لتقديم كثير من الأسماء الشعرية والقصصية والروائية الجديدة إلى الساحة الثقافية العربية والعالمية، في خطوة تعد الأولى من حيث الضخامة، إطلالة هادئة ومتفردة على أدب المخضرمين من مختلف الأجيال في ملف شامل يمثل خمسة ملفات مجتمعة، ملف القصة عند الكتاب، ملف القصة عند القاصات، ملف الشعر عند الشعراء، ملف الشعر عند الشاعرات، ملف الرواية، والذين عُرفوا من خلال إصداراتهم وحضورهم، محلياً وعربياً وعالمياً، عبر بعض الترجمات، وأيضاً إتاحة الفرصة أمام أصوات شابة وجديدة ومبشرة لا شك أننا نراهن على تميزها في المدى المنظور القريب، وذلك بإصرارهم على الصعود ومواصلة حالة الإبداع الشاقة والمبهرة رغم كل الظروف والصعوبات، وكيل الاتهامات الملفقة، أو التجاهل ومحاولة التهميش أو النسيان!!؟ لم تَعُدْ هذه الانطولوجيا محاولة إيجاد حلول مزعومة أو تبريرات ليس لها أساس، أو البحث عن مشاكل مفترضة سابقاً، بل أتى هذا الكتاب ليلقي الضوء، أو يسلط أكبر حزمة من النور على إبداع لم يأخذ حقه كما ينبغي رغم ريادته، من النقد أو المتابعة إلا في أضيق نطاق، ولعل النصوص المنشورة هنا هي خير من سيجيب عن كل التساؤلات والتكهنات حول تميَّز الأدب السعودي وضرورة الالتفات إليه وإيلائه حقه المطلوب، فهذه النصوص، شعرية كانت أم قصصية أم روائية، فهي تمثل في الواقع معطى حداثياً شجاعاً عالي الصوت في بيئة تنبذ الإرهاب رغم تقليديتها، ويسعى إلى تغييرات حاسمة وأكيدة في سبيل بلورة عقل جمعي خال من الشوائب والهنات. ولعل الكتابة، بحد ذاتها كفعل إنساني خلاّق، هي أحد عوامل هذا التغيير المنشود إلى الأفضل والأحدث، الذي يبدو بأن أوانه قد آن، خصوصاً في ظل الأوضاع الحالية شديدة التعقيد التي تعصف بالعالم وبالمسلمين عموماً وبالعرب على وجه الخصوص. لقد انطلق صوت الإبداع من وديان وهضاب وقفاري وصحاري مدن المملكة العربية السعودية، ولم يحاول أحد إيقافه، أو لم يقدر أحد على ذلك، وإذا كان الأمر كذلك، فحريٌ بمؤسسات المملكة المعنية بالشأن الثقافي ألا تنظر إلى الموضوع بحياد أكثر من اللازم في هذا الوقت المعادي، بل يجب عليها أن تختار طريق الإبداع بشكل أوثق وأشمل كخيار استراتيجي، وكبرهان لا رادّ له على أنها تقف في صف المغايرة والتحديث دون أدنى تنازلات، وليس في وصف (الإرهاب) و(الإرهابيين)، كما يحاول أعداؤنا جميعاً، ظلماً وعدواناً، تصنيفها أو وضعها فيه وهي ليست كذلك ولم ولن تكون.والكتاب في مجمله عمل توثيقي لمختارات ونماذج من الإبداع السعودي في فنون الأدب المختلفة، شعراً، وقصة، ورواية.