تبدأ يوم السبت القادم فعاليات المرحلة الثانية من اللقاءات الحوارية التحضيرية التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني باللقاء الحواري في منطقة نجران، ويليه خلال الأسبوعين القادمين لقاءات حوارية في مناطق عسير وجازان والباحة.. وتأتي هذه اللقاءات التمهيدية ضمن ثلاث مراحل تتوزع على مختلف مناطق المملكة، والتي تهيئ للقاء الوطني الخامس للحوار الفكري الذي سينعقد بمشيئة الله في مدينة أبها في شهر ذي القعدة القادم تحت عنوان «نحن والآخر: رؤية وطنية مشتركة للتعامل مع الثقافات العالمية». وبهذه المناسبة أكد معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين رئيس اللجنة الرئاسية للحوار الوطني أن هذه اللقاءات تسعى إلى الوصول إلى رؤية وطنية مشتركة واضحة في صياغة علاقتنا مع الآخر، من خلال استجلاء آراء واتجاهات نخبة من أبناء وبنات هذا الوطن ومن مختلف مناطقه نحو الآخر، وذلك تهيئة وتمهيداً للقاء الوطني الخامس الذي سيعقد بمدينة أبها، وفيه يتم بإذن الله صياغة موقف وطني مشترك من مفهوم الآخر وعلاقتنا بهذا الآخر. وكان معالي الشيخ صالح الحصين قد حدد في بداية هذه الحوارات مفهومي نحن والآخر على أساس أن (نحن) تعنينا نحن المسلمين المقيمين على أرض المملكة العربية السعودية، المحكمين للشريعة الغراء، الراضين بالإسلام منهجاً شاملاً للحياة، أما مفهوم (الآخر) فهو غيرنا من أشقائنا العرب وإخواننا المسلمين، وباعتبار عام، فإن مفهوم الآخر هو العالم بجميع أديانه وثقافاته وهوياته الوطنية. وذكر معالي رئيس اللجنة الرئاسية للحوار الوطني أن الحوار مع الآخر سيمتد إلى ثلاثة محاور رئيسة، هي: المحور الشرعي المتمثل في الأسس الشرعية لفهم الآخر والتعامل معه، في ضوء موقف الإسلام من الثقافات الأخرى، والمحور السياسي والاقتصادي المتمثل في الإطار السياسي والمصالح المشتركة والتعاون بين الكيانات والدول المعاصرة، والمحور الثقافي والحضاري يتناول أثر الحوار بين الحضارات في بلورة صيغ توافقية من التفاهم في ضوء الخصوصية الثقافية للمجتمعات. من جانبه أشار الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر إلى أن هذه اللقاءات الحوارية تجسد مرحلة تلاقح الأفكار وتبادل الآراء بين مجموعة مختارة تمثل الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والوظيفية والفكرية من خلال قاعدة بيانات الشخصيات التي عمل المركز على استحداثها في الأشهر الماضية لتمد الحوارات واللقاءات المناطقية والوطنية بشخصيات تثري الحوار وتعمّق الطرح وتعكس التعدد الذي يمثله المجتمع السعودي.. وأضاف أمين عام المركز أن اللقاء الحواري الخامس بمنطقة نجران يوم السبت القادم سيستضيف خمسين (50) شخصية سعودية من الرجال والنساء من العلماء والمفكرين والشباب والمهتمين بالشأن العام من أبناء المنطقة، ثم ينتقل الحوار في نفس الأسبوع إلى منطقة عسير وسيعقد فيها اللقاء الحواري السادس في 15 جمادى الأولي، وفي الأسبوع التالي يتم تنظيم اللقاء الحواري السابع بمنطقة جازان في (19جمادى الأولى) واللقاء الحواري الثامن بمنطقة الباحة في (22 جمادى الأولى). وكان مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني قد أعلن أن المرحلة الثالثة والأخيرة من اللقاءات الحوارية ستشمل باقي المناطق، وهي مناطق مكةالمكرمة والشرقية والقصيم وحائل والرياض، وستعقد هذه الحوارات خلال شهر شعبان القادم بإذن الله.