دخل دوري "زين" السعودي للمحترفين منعطفاً هاماً ومرحلة حاسمة ومصيرية سواء في تحديد البطل أو الفرق التي ستهبط إلى دوري الدرجة الأولى أو حتى في تحديد مقاعد دوري أبطال آسيا وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وتعتبر الجولات الأربع الأخيرة هي الأكثر إثارة وحسماً في مسيرة الدوري؛ لا سيما وأن الغموض يحيط بهوية بطل الدوري والفريق الهابط برفقة الأنصار لدوري الدرجة الأولى. لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد السعودي لكرة القدم لم توفق كثيراً وهي تسند عددا من المباريات المهمة والحساسة لحكام مبتدئين يفتقدون للثقة في النفس، في وقت كان حرياً بها أن تكون دقيقة في اختياراتها كون الجولات الأخيرة من دوري "زين" تُعد حصاد الموسم بأكمله ولا تقبل أي قرارات تحكيمية خاطئة. في الجولة 22 من دوري "زين" أسندت لجنة الحكام مباراة الأهلي وهجر للحكم خالد الزهراني الذي لم يحضر تحكيمياً قبل تلك المباراة إلا في ثلاث مباريات إذ كان غائباً عن أجواء الدوري، في وقت كان فيه الحكم عبدالرحمن العمري صاحب الحضور الأكبر في تحكيم مباريات الدوري ب16 مباراة غائباً عن الجولة إضافة لغياب الحكم فهد المرداسي الذي قاد 13 مباراة دورية، وخليل جلال الذي حكم تسع مباريات، ولا أرى مبرراً لعدم تكليف أحدهم بمباراة حساسة مثل مباراة الأهلي هجر تحدد هوية بطل الدوري كما تحدد الفريق الهابط لدوري الدرجة الأولى برفقة الأنصار. وفي الجولة 23 كررت لجنة الحكام نفس الخطأ عندما كلفت الحكم مشاري المشاري بقيادة مباراة هجر والشباب وهو الحكم الصاعد والمصنف حكم درجة ثانية إضافة إلى ذلك فإنه لم يشارك إلا في تحكيم ثلاث مباريات في دوري "زين"، كما أسندت لجنة الحكام مباراة القادسية والأهلي لحكم آخر مصنف حكم درجة ثانية وهو محمد الهويش الذي اعتمد حكماً في عام 2010م قبل ان يتم جلب حكام اجانب، في وقت لم تكلف فيه اللجنة الحكام عبدالرحمن العمري ومرعي عواجي وفهد المرداسي وسعد الكثيري وخليل جلال بقيادة أي مباراة في الجولة. لا أرى مبرراً مقنعاً لسياسة رئيس لجنة الحكام عمر المهنا وتوجهه في اختياراته لحكام الجولتين 22 و 23 من دوري "زين" وإعطائه الفرصة لحكام شباب ومبتعدين عن جُل مباريات الدوري، فإن كان يهدف إلى تهيئة العمري وعواجي وجلال للجولات الثلاث الأخيرة فهو مخطيء كون الجولتين الماضيتين كانتا مهمة أيضاً في مسيرة الدوري. نقف مع الحكم السعودي وندعمه ونتمنى أن تغيب الصافرة الأجنبية عن بطولاتنا المحلية؛ لكن من الواضح أن لجنة الحكام تعاني من نقص في الكفاءات التحكيمية، وما إسناد مباريات في جولات حساسة لحكام درجة ثانية لم يحكموا في دوري "زين" إلا ثلاث أو أربع مباريات إلا دليل على ذلك، وعليه نتمنى ألا تقتل لجنة الحكم طموحات الأندية في الفوز بلقب الدوري، أو في البقاء في الدوري الممتاز بصافرة حكم ذنبه أنه كُلف بالمباراة الخطأ في التوقيت الخطأ، عندها لن تُقتل طموحات الأندية فقط بل حتى الحكم الشاب سيُقتل طموحه باكراً، موهبة الحكمان مشاري المشاري ومحمد الهويش محل تقدير؛ لكن تواجدهما في هذه الجولات الحساسة قد يقضي عليهما وعلى موهبتهما التحكيمية. نتمنى من رئيس لجنة الحكام عمر المهنا أن يكون دقيقاً في اختياراته في الجولات الثلاث الأخيرة وأن يختار الحكم المناسب للمباراة المناسبة، وإن كان فعلاً يعاني من نقص في الكفاءات التحكيمية عليه أن يطلب الاستعانة بالصافرة الأجنبية وهو القرار الشجاع الذي سيحظى بالتقدير بدلاً من المجازفة بحكام شباب أو مبتعدين عن أجواء الدوري تكون فيه الخسائر مضاعفة وعلى أطراف مختلفة!!.