ليست فقط أفكاراً مبتكرة، بل فكر وحضور وثقافة ولباقة، هكذا رأيت فتياتنا بعد جولة في قسم العرض الخاص بالطالبات ضمن أكبر تجمع طلابي في المملكة في مسار الابتكار والبحث العلمي. الأستاذة ريم السلطان المشرفة على المعرض ومشرفة المسابقات في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) صرحت أن «المعرض هو المرحلة النهائية للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي الذي يقام للسنة الثانية كشراكة بين موهبة ووزارة التعليم وضم ست مسابقات علمية سابقة للجهتين تحت مظلة واحدة ومسارين البحث العلمي والابتكار. قامت المؤسسة بتدريب 300 مدرب دربوا بدورهم 15.000 طالب وطالبة ووصل 400 مشروع لهذة المرحلة 200 للطالبات و200 طلاب وهي أكبر مسابقة طلابية على مستوى المملكة وسيتم اختيار المشاريع المناسبة حسب المعايير الدولية للمنافسة في المسابقات الدولية. هذا ومن أهم أهداف المسابقة إعادة صياغة اهتمامات وتوجهات الشباب للعلوم والتكنولوجيا». الطالبة حنان العلي تحدثت عن ابتكارها فقالت: «الصيف الماضي من ضمن برامج موهبة الإثرائية تم إرسال 25 طالبا وطالبة لعمل تجاربهم في جامعة الملك عبدالله وهناك بمساعدة المختصين قمت بعمل تجارب حول تقوية مادة الفايبر جلاس باستخدام أنابيب النانو الكربونية، وهي مادة جديدة أبتكرت سنة 1991 ولازالت التجارب مستمرة حول إيجاد الطريقة المناسبة لذلك». دانة المد الله من المنطقة الشرقية كان ابتكارها هو الكشف عن مدى صلاحية الفاكهة عن طريق جهاز يقيس المقاومة الكهربائية. أما ليان أبو زيادة وروان بيك كان ابتكارهما عبارة عن مصباح مائي يعمل بالطاقة الشمسية حيث ينشر ضوء الشمس نهاراً ويخزن طاقتها للإضاءة ليلاً. لين آل تميم ابتكرت جهازا يتحكم في عمل الإضاءة بعد أن لاحظت أن اخوتها الصغار يتركون الأنوار مشتعلة بعدهم. الطفلة رقية الشبرمي في الصف الأول متوسط تناول بحثها أهمية التوعية بالإسعافات الأولية ودعت وزارتي التربية والتعليم لتخصيص يوم في السنة لزيادة الوعي بالإسعافات الأولية يوم واحد فقط قد يساعد الناس وينقذ الأرواح، وتقول أنها حتى ولو لم يفز بحثها ستظل ناشطة في هذا المجال وتتمنى أن تتخصص في جراحة المخ والأعصاب. والدة الطالبة هنادي القحطاني تحدثت عن ابتكار ابنتها»: ابنتي تأثرت جداً لما حصل للصغيرات في حريق جدة وحاولت تقديم ابتكار يساعد في انقاذ الأرواح وعدم تكرار ما حصل فقدمت نافذة ينطلق منها سلم تعمل عند انطلاق جهاز إنذار الحريق وقد حصلت على براءة اختراع وعرضت فكرتها على الدفاع المدني الذي شجعها عليها». السيدة ندى العثمان كانت فخورة جداً بما تراه «أنا فخورة بابنتي وجميع الفتيات هنا اللاتي يعطين صورة مشرفة للفتاة السعودية وأن لها اهتمامات تستحق الإشادة بها». د. فاتن البريكان رئيسة لجنة التحكيم في مسار البحث العلمي علقت على أبحاث الطالبات فقالت»: مستوى أبحاث الطالبات يتحسن كل سنة لأن مجهود مؤسسة الملك عبدالعزيز مجهود جدا جبار، باعطائهم دورات وورشا تدريبية على طريقة البحث العلمي وتوفر على موقعها عناوين المواقع التي تساعدهم. أنا محكمة من سنة 2008 وألاحظ التحسن الكبير في جودة المشاريع المقدمة والوعي والحماس بفضل الله، ثم ما تقوم به المؤسسة. هناك أبحاث متميزة في مختلف المجالات كالعلوم الطبية والبيئة حتى العلوم الهندسية وفي مجالات حديثة أيضاً. نستخدم في التحكيم معايير دولية علمية وكل اعضاء التحكيم ذوو تخصص وخبرة من عضوات هيئة التدريس في جامعات المملكة حيث يعرض كل بحث على ست محكمات». د. مها داغستاني مديرة المختبر المركزي ووكيلة قسم علم الحيوان في جامعة الملك سعود رئيسة مسار الابتكار في الأولمبياد ترى أن ابتكارات البنات متميزة جداً بداية.. فالابتكار فكرة جديدة في المملكة ونحن سعيدون بالابتكارات التي يقدمها أبناؤنا وبناتنا.. الوزارة والمؤسسة سخرتا إمكاناتهما لإبراز موهبة وابداع الطلبة والطالبات، وان شاء الله بعقولهم يساهموا بازدهار البلد. وحول المشاركة في المسابقات العالمية علقت الدكتورة بقولها إن الطرائق المستخدمة حاليا في توجيه الطلبة والطالبات تؤهلهم للدخول في المنافسات العالمية وعندنا نجاحات كثيرة عالمية سواء في مجال البحث العلمي أو الابتكار.