ألقت الخسارة التي تعرض لها فريق القادسية أمام الرائد ضمن منافسات الجولة الثانية والعشرين من دوري "زين" بظلالها على أجواء النادي، الذي بات حزينا وخاويا من مرتاديه، إذ لف الصمت غرف وصالات النادي، وأصبح الحزن عنوانا لكل من تطأ قدماه لأسواره. فالخسارة عمقت جراح القدساويين، وزادت حدة التوتر بين الإدارة والمناوئين، وكانت الإدارة تأمل بفوز الفريق ليريحها مؤقتا، فوضعت المكافآت الكبيرة لكل فوز، غير أن اللاعبين خذلوها. ولعل الخسارة لم تكن وليدة اليوم، والسبب المباشر وراء أوضاع الفريق المتدهورة، بل الفريق ضحية أخطاء متراكمة، وقرارات إدارية وفنية فادحة، رمت به إلى المجهول، وهو ينتظر رحمة الفرق الأخرى ونتائج آخرين، لينجو من الهبوط كما خدمه الحظ في الموسم الفائت بقرار إسقاط الوحدة، بيد أن الإدارة لم تتعظ وتستفيد من دروس الماضي، وواصلت كبرياءها وعنادها لتقود الفريق إلى وضع أسوأ مما كان عليه. ولم تكلف الإدارة نفسها فتح صفحة جديدة مع محبي النادي، خصوصا المعارضين، وبقيت بعيدة كل البعد عن الجميع ولم تصدق سوى نفسها، وهي اليوم تدفع ثمن قراراتها الخاطئة، فلا هي أصلحت حالها وحال النادي، ولا تصالحت مع بقية القدساويين، الذين مدوا لها يد العون، غير أنها رفضت كل الحلول وقطعت جميع سبل الوصول، فأصبح القادسية هو الضحية والفريق قاب قوسين أو أدنى من الهبوط. ومايحتاجه القادسية اليوم، نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة من اجل القادسية، وإنقاذ مايمكن انقاذة بالتفاف الجميع حول الفريق ووضع خطة إنقاذ حتى لايقع الفريق في المحظور ويهبط للأولى، فإن هبط فإن العودة ستكون أصعب مما يتوقعونه!! فالقادسية بحاجة إلى إنقاذ لكل ملفاته المعلقة، من ديون متفاقمة، ومتأخرات للاعبين متعطلة، وإيجارات لم يتم الإيفاء بسدادها، كل هذه الأمور تحتاج إلى همة القدساويين حاليا، بعيدا عن الكلام والانتقادات التي ستذهب بما تبقى وتأكل الأخضر واليابس وحينها لن ينفع الإصلاح بعد فوات الأوان، فهل يلتف بنو قادس حول ناديهم ويرمون بخلافاتهم وراء ظهورهم؟!