في الوقت الذي كانت جماهير الاتحاد تمنى النفس بأن تكون التعاقدات التي تزامنت مع فترة الانتقالات الشتوية سنداً للفريق لانتشاله من حالة عدم التوازن التي يعيشها منذ بداية الموسم، سارت الأمور عكس ما تشتهيه سفنهم الجامحة في سبيل إعادة توازن الفريق الذي فقده هذا الموسم بالابتعاد عن المنافسة على بطولة الدوري التي استمر منافسا شرسا عليها منذ ما يقارب العقدين الماضيين ليترجل عنها هذا الموسم على طريق "بيدي لا بيد عمرو" الصفقة الأولى كانت من خلال التعاقد مع الكنغولي فابريس إندوما الذي أشارت الفحوصات الطبية التي أجراها على يد الدكتور خالد المرزوقي عدم سلامة قلبه لممارسة كرة القدم بعد إحضاره في وقت قياسي بطائرة خاصة تكفل بها المشرف على الفريق عيد الجهني مما جعل الإدارة تستعين بآراء أطباء آخرين لا تتفق آراؤهم مع هذا الرأي إضافة إلى توقيع خطي من اللاعب بقدرته على ممارسة الكرة وتحمل المسؤولية كاملة في ذلك وجاءت مشاركته في مباراتين بدى فيهما مثقلا ولا يجيد التمركز والاستلام والتسليم واتضح انه لاعب عادي لم يستطع أن يصنع الفارق الذي تأمله الجماهير الاتحادية من لاعب غير سعودي يفترض أن يكون فارقا بين بقية اللاعبين وجاء الوقت الذي ينقطع عن المشاركة، تارة تشير الأنباء من داخل النادي انه بسبب ارتفاع حرارته وأخرى لألم في أسنانه وثالثة لإصابة يعاني منها ولا تعلم الجماهير الاتحادية الأسباب التي أدت به إلى الغياب المفاجيء ناهيك عن عدم الاهتمام الكافي الذي لقيه من المدرب الجديد الاسباني كانيدا. الحريري لاعب عادي.. والبحريني لم يتمكن من صناعة الفارق الصفقة الثانية تمثلت في التعاقد مع لاعب وسط الشباب "المصاب" عبده عطيف لمدة ستة أشهر فقط ربما هي الفترة التي يحتاجها ليعود إلى وهجه السابق أن سلم من تجدد الإصابة التي تعد من أخطر إصابات الملاعب على الإطلاق مضى من هذه الفترة ما يزيد عن الثلاثة أشهر دون ان يشارك إلى الآن وهذه في قاموس الاحتراف تعد صفقة لم يكتب لها النجاح في ظل الظروف التي يعاني منها الفريق والاستحقاقات التي سيشارك فيها وخاصة على المستوى القاري. الصفقة الثالثة هي صفقة انتقال مهاجم الفتح أحمد بوعبيد الذي استبشرت به الجماهير الاتحادية خيرا لعله يساهم في اعادة توازن الفريق ولكنه ومنذ أن وطأت قدماه النادي وهو يضرب بأنظمة ولوائح الاحتراف عرض الحائط فيما يتعلق بالتدريبات مما جعل ثلاثة مدربين يصدرون أحكامهم بعدم الاستفادة منه فنيا بسبب غيابه عن التمارين ومساومة النادي فيما يتعلق بالسكن وهو ما قد يعجل بعمل المخالصة التي تكفل حقوق النادي دون الاستفادة منه. الصفقة الرابعة كانت في التعاقد مع رجيع نادي الاتفاق سلمان حريري الذي لم يشارك سوى في جزء يسير من مباراة واحدة أمام الرائد ولم يكن اللاعب الذي كانت تعول عليه الجماهير أكثر من ذلك واختفى بعدها بداعي الإصابة التي لم يعد بعدها ليأتي كغيره "تكملة عدد" على حساب لاعب يمكن أن يتم الاستعانة به من الفريق الأولمبي. الصفقة الخامسة اللاعب البحريني عبدالله عمر الذي بدى لاعباً لا يختلف عن بقية اللاعبين الموجودين مما جعل المدرب الجديد كانيدا يستعين به في الشوط الثاني كبديل ولم يوفق في صنع فارق لا دفاعا ولا هجوما ليكون أحد العناصر غير السعودية التي لم ترتقي إلى ما تتمناه الجماهير الاتحادية في هذه المرحلة، أما اللاعب المغربي محمد فوزي فقد يكون أفضل حالا من عبدالله عمر واندوما الا انه ليس ذلك اللاعب الذي يصنع الفارق الذي كان منتظراً منه كلاعب غير سعودي. ليأتي المصري حسني عبدربه وإبراهيم هزازي كأهم المكاسب في هذه الفترة التي تقدم نفسها بشكل المطلوب والمتطور من مباراة إلى أخرى، صحيح أن الفريق كمجموعة ليس كالسابق ولكن بنظرة إلى التعاقدات التي تمت في فترة الانتقالات الشتوية والتي من المفترض أن تكون أفضل حالاً إلاّ أنها على العكس ؟ صحيح أن الفريق تغيير إلى الأفضل بعد معسكر جيل علي إلا أن أمر التعاقدات التي تمت خلال الفترة الشتوية لم تكن سببا مباشراً في ذلك وإنما كان الاستقرار الفني وتقدير بعض اللاعبين لموقفهم أمام جماهيرهم هي من أدت إلى هذا التحول خصوصا بعد فترة التوقف التي استمرت أسبوعين قبل أن تنطلق مرة أخرى بالمشاركة الآسيوية التي قدم الفريق نفسه بها بصورة مختلفة عن السابق.