حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس من ظلم الخلق في أموالهم ودمائهم وأعراضهم, مشددا على أن الإسلام حارب الظلم في شتى صوره وألوانه فكانت دعوة المظلوم مستجابة حتى ولو كان فاجرا أو كافرا, مستشهدا بعدد من القصص التي تحكي عاقبة الظلمة ونهايتهم. وقال فضيلته:من أصول الإسلام محاربة الظلم بشتى صوره وإن المتتبع لأحوال الناس يجد ممارسات تحمل الظلم , ومن أعظم ما يحمي منه تذكر عاقبته الوخيمة في الدنيا والآخرة, وإن مصارع الظلمة في القديم والحديث أعظم بيان لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد, إن دعوة المظلوم سهام لا تخطئ وإن طال الدهر, قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعثه إلى اليمن:"واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب". وقال :إن عاقبة الظلم سيئة, ودعوة المظلوم مستجابة حتى ولو كان فاجرا أو كافرا, فاتق الله يا من لا تصون الدماء والأعراض والأموال , فمن أجزل ما روى التاريخ في قصة البرامكة قول خالد البرمكي لابنه في السجن:" يا بني لعلها دعوة مظلوم سرت في الليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها", فيا من تظلم وتبطش اخش على نفسك من دعوة صالح تصبك إن لم تكن خائفا من موقفك من الله تعالى, فإن بعض الناس لا يخاف إلا من الدنيا فقد جعل الله له زاجرا في الدنيا قبل الآخرة, وقد حكى ابن أبي الدنيا قصة من أراد لطم وجه عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان في حجر زوجته فطلب منها أن تكشف وجهه ليلطمه فدعت عليه ولكنها تمادى ولطم وجهه, فقالت: يبس الله يدك, وأعمى بصرك, ولا غفر ذنبك, فما خرج من الباب حتى أصابه دعاءها, فكان يطوف ويدعو اللهم اغفر لي وما أراك تفعل. وأضاف:يا من ينسى دعوة المظلوم لتكن هذه الأمثلة زاجرا عن ظلم الخلق, حُكي أن رجلا من قتلة الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه وأمه أن رجلا رمى الحسين بسهم فقال: يا هذا إيتني بماء أشربه فلما رماه حال بينه, وبين الماء فقال اللهم أضمه اللهم أضمه, فكان يصيح من الحر في بطنه, وظهره وهو يقول أسقوني أهلكني العطش, فيشرب ثم يعود فيقول: أسقوني أهلكني العطش حتى انقدت بطنه كانقداد البعير. وقال فضيلته:يا من تظلم الناس إن الظالم تدور عليه الدوائر ففي الحديث " إن الله ليملي الله حتى إذا أخذه لم يفلته ..." فكن أيها المسلم متباعدا عن ظلم الخلق, ويا من يأخذ أموال الناس ظلما أو يمنع دينا أو يحبس حقا أو يماطل اسمع المواعظ حتى لا تحيط بك أفعالك قال الله عز وجل في الحديث القدسي:"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا".