هذه بعض المواد التي باتت تنتشر في وسائل الإعلام ونختلف نحن - كمتلقين في تبنيها - ما يجعل مفاهيم الناس وتجاربهم تتباين كلما تصدرت المعلومة الغذائية غلاف مجلة او موقعا اليكترونيا او حتى حوارا منزليا. وبداية هناك من يرى اختلافا في الزبادي مثلا بين قليل الدسم او الكامل منه, مثل صديقة تختلف مع أبنائها عند إعداد وجبات تتطلب اضافة الزبادي, فهم يصرون على قليل الدسم عملا بالتوصيات العصرية وهى لا تظن انه يفرق خاصة انهم يتناولون الحلويات في نفس الوقت دون تحفظ! واقول لها ضاحكة " الزبادي؟! ما وجدتم غيره للخلاف؟ ان الامر بسيط فقد عرفت من برنامج صحي بأن عدد السعرات الحرارية لا تختلف كثيرا بين كامل الدسم والاخر قليل الدسم ", غير ان ابعاد الفروقات في الالبان والزيوت وقائمة اطعمة صحية اخرى لايمكن تجاوزها بالطبع وهذا ما جذبنا لخبر قرار الهيئة العامة للغذاء والدواء الاخير في إلزامها عددا من الشركات ومصانع الالبان , وزيوت الطعام بضرورة عدم كتابة ادعاءات طبية على المنتجات التي تخرج من تلك الصناعات. ووفقا للقرار, الذي نشرته الصحف فإن كتابة عبارات على ظاهر العبوات مثل " خال من الكوليسترول"ويساعد على الهضم, ويزيد من الطاقة والحيوية, وصافية ونقية , ويحتوي على فيتامين ب او فيتامين سي وغيرها, تعد مخالفة تستوجب منع المنتوجات من الدخول إلى الاسواق المحلية. وأكدت الهيئة بالا توصف المادة الغذائية او تعرض ببيانات ايضاحية بشكل ينطوي على الزيف او التضليل او خداع المستهلك او بشكل يؤدي إلى انطباع خاطئ بشأن صفتها بأي حال من الاحوال. والواقع ان دراسات وابحاث التغذية اصبحت تتوالى في انتشار معلوماتي لم يسبق له مثيل, فها هي آخر الدرسات الاميركية اجراها باحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا يؤكدون بأن تناول الاطعمة المحتوية علي الدهون غير المشبعة مثل السمن النباتي والوجبات السريعة والزبدة النباتي تزيد من فرص اصابة الاشخاص وخاصة الاطفال بالعدوانية. واذكر هنا مشاهدة اخصائي صحي يؤكد في احد البرامج الفضائية بأن لا احد من اهل بيته مصاب بارتفاع في الكليسترول لانهم يستخدمون سمنا في غذائهم وليس الزيوت النباتية, ونظام ايتكنز كما هو معروف كان يتكيئ على قلة نسبة الامراض المسجلة في الماضي رغم ان الناس كانوا يتناولون الزبدة واللحوم والدهون بينما تقفز الاحصائيات العصرية الان في اصابات الامراض وعلاقتها بالغذاء. د.شريفة العبودي من الكاتبات المتخصصات التي تتبنى الدراسات الحديثة في هذا المجال واتابع باهتمام ما تتناوله في صفحتها بجريدة الرياض ومنها ما نشرته منذ فترة عن دراسة مفادها ان الحليب قليل الدسم يسبب البدانة بينما الحليب كامل الدسم وغير المعالج لا يسبب البدانة. وقد اجريت الدراسة التي استغرقت ثلاث سنوات على 13 الف طفل تتراوح اعمارهم بين 9 إلى 14 سنة , ووجدت ان زيادة الوزن ارتبطت بتناول الحليب قليل الدسم والحليب المنزوع الدسم ولكن الدراسة ذكرت ايضا بأن زيادة الوزن ليست بسبب الدهون ذاتها ولكن بسبب السعرات الحرارية التي في الحليب بشكل عام. والسؤال هو الا يسبب شرب الحليب كامل الدسم نفس زيادة الوزن ؟ ووفقا للدكتورة شريفة فإن دسم الحليب الكامل غير المعالج من ابقار ترعى في مراعٍ خضراء , مفتوحة تحتوي على عناصر غذائية فريدة تعزز اداء الغدة الدرقية ما يساعد الجسم على تكوين العضلات بدلا من تكوين الشحم. وتشير الدراسة إلى ان سبب زيادة وزن من يتناول المنتجات القليلة او منزوعة الدسم مقارنة بمن يتناول نفس الكميات من الحليب الكامل الدسم, قد يعود إلى ان الشركات تضيف مصل البروتين إلى الحليب الذي يتم نزع دسمه , ومصل البروتين يحتوي على هرمون الاسترون الذي قد يكون هو المسبب لزيادة الوزن كما يكون المسبب هو مصل البروتين ذاته. والان ألا يبدو قرار هيئة الغذاء والدواء منطقيا بالفعل؟