يقول الخبر الذي تناقلته الصحف أمس إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجهت إدارة نادي القادسية إلى إلغاء عقد سكرتير الاحتراف بالنادي المصري علاء عبدالمنعم وتسفيره إلى بلاده على حسابه الخاص، ومنعه من العودة للعمل في المملكة مرة أخرى، وذلك بعد صدور صك شرعي ضده من قبل قاضي محكمة الخبر، بعد ثبوت قيامه بقذف أمين عام نادي القادسية السابق الدكتور عبداللطيف الصالح، وصدور حكم من محكمة الخبر بجلده أربعين جلدة. ولمن لا يعرف الدكتور عبداللطيف الصالح فهو واحد من أهم استشاريي جراحة العظام في المملكة، وهو حاصل على ثلاث شهادات دكتوراه، وهو عضو في اللجنة الطبية لجراحة العظام في المنطقة، ورياضي متمرس حاصل على الحزام الأسود من الدرجة السادسة في لعبة الجودو، وعضو في اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي، بالإضافة إلى كونه حكماً دولياً، وقد سبق له أن عمل مدرباً في القادسية، وفي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، عدا عن عمله كعضو مجلس إدارة في القادسية لمدة 14 سنة، كما تقلد منصب أمين عام للنادي. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتعرض رجل بهذه المكانة العلمية، والاجتماعية، والرياضية المرموقة لمثل ذلك القذف الجائر، والتشويه المتعمد؟!؛ والجواب ببساطة لأنه وقف بكل شجاعة رافضاً الممارسات التي تتم داخل ناديه، والتي بسببها أصبح النادي مختطفا، إذ تم إقصاء كل من لا يتفق مع سياسة الإدارة في طريقة تسيير النادي، خصوصاً فيما يتعلق بمقدراته الفنية والمالية، حتى دارت حولها الشبهات والتي وصلت إلى حد مطالبة بعض النخب من القدساويين علانية وعبر القنوات الفضائية إلى حتمية تدخل هيئة مكافحة الفساد، خصوصاً وقد فتحت ملفات غاية في الخطورة من بينها ما يمكن وصفه في الحد الأدنى بهدر المال العام، ولعلي هنا أصطف مع مثل هذه المطالبات ليس من باب الاتهام؛ ولكن لإنهاء أزمة طال أمدها، حتى لم يعد بمقدور أحد تطويقها؛ خصوصاً وقد عجزت رعاية الشباب عن حلحلتها طوال سنوات مضت. حكاية السكرتير مع الدكتور الصالح وحدها تلخص الواقع المزري في القادسية، فهذا الرجل الذي تغرب عن بلده طلباً للرزق الحلال، وجد نفسه - من حيث يدري أو لا يدري - مطلوب منه تنفيذ أجندة معينة مع المخالفين لسياسة الإدارة إن بالأمر أو الإيحاء، فمارس تلك (الفرعنة) التي أودت به في نهاية المطاف إلى الجلد والتسفير عن المملكة ومنعه من العودة إليها للعمل. في ظني أن السكرتير ما كان ليقوم بذلك لولا أنه طبق المثل المعروف: "يا فرعون مين فرعنك.. قال ما حد ردني"؛ وهو ما يدفعني للقفز على هذا السكرتير للحديث عن إدارة النادي التي لها من المواقف والتصريحات ما يندى له الجبين، وواحد من تلك التصريحات كان يمكن أن يسوق رئيس النادي عبدالله الهزاع للمساءلة القانونية يوم أن وصف أعضاء الشرف في النادي بأنهم بلا شرف؛ خلافاً للتهم التي ظلت تترى ضد إدارته، والتي دعم بعضها بأوراق رسمية تم تسريبها من داخل النادي وتناولتها الصحافة والشارع الرياضي، وكلها تدعم موقف المطالبين بضرورة وضع حد للأزمة التي أتت على الأخضر واليابس في هذا النادي الذي كان يوسم في الزمن الجميل بنادي المثقفين.