اعتبر مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» السيد علي دعموش في حديث خاص إلى «الرياض» أن نتائج الانتخابات التشريعية في لبنان «كانت ايجابية ونسبة الاقتراع في الجنوب كانت جيدة وهي تؤشر إلى إرادة اللبنانيين وهي لا تزال إلى جانب المقاومة وحمايتها، واللبنانيون يتطلعون إلى مجلس نيابي جديد يرفض المشروع الأميركي الذي يُراد فرضه على لبنان». ولفت دعموش على هامش زيارته الخاصة إلى فرنسا إلى أن المرحلة المقبلة «ستشهد المزيد من الضغوط على لبنان وهم يريدون تحقيقاً عبر السياسة ما عجزت عنه الآلة العسكرية الإسرائيلية». وقال دعموش تعليقاً على نتائج الانتخابات في مرحلتها الثانية في لبنان: «كان في الإمكان أن تجرى في صورة أفضل مما هي عليه خصوصاً فيما يتعلق بالقانون الانتخابي حيث إننا كنا نفضل أن يعتمد قانون المحافظة مع النسبية، وهذا هو رأينا كحزب الله ورأي الكثيرين من الأحزاب والقوى اللبنانية لكن ربما أضطررنا إلى اعتماد هذه الصيغة نتيجة ضيق الوقت والضوابط الدولية التي كانت تُمارس على لبنان لجهة إجراء الانتخابات في موعدها». وأضاف: «في كل الأحوال، النتائج التي اسفرت عنها الانتخابات حتى الآن، نستطيع أن نقول إنها كانت ايجابية إلى حد ما خصوصاً فيما يتعلق بالجنوب اللبناني حيث إن نسبة الاقتراع وصلت إلى حد 44 في المئة وهي نسبة جيدة وطبعاً إنها تؤشر إلى إرادة اللبنانيين وهي لا تزال إلى جانب المقاومة وحمايتها، واللبنانيون جميعاً يتطلعون إلى مجلس نيابي يرفض المشروع الأميركي الذي يراد فرضه على لبنان، ونتطلع إلى مجلس نيابي جديد يعمل على حماية المقاومة وحماية لبنان». وعن التحديات التي سيواجهها «حزب الله» بعد الانتخابات قال دعموش: «المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الضغوط على لبنان لجهة تخليه عن عناصر القوة التي فيه ومنها موضوع المقاومة، ولكن اعتدنا على هكذا ضغوط. اليوم يُراد تحقيق ما عجزت عنه الآلة العسكرية الإسرائيلية، ولكن من خلال السياسة. من جهتنا، نحن على يقين من أننا على حق في أرضنا وفي وطننا، ولهذا لا يمكننا القول إننا متخوفون لأننا طيلة السنوات الماضية واجهنا التحديات كلها، ولكن إرادتنا استطاعت التغلب على إرادة المشاريع التي يُراد فرضها على لبنان». وحول تأييد «حزب الله» تقصير ولاية رئيس الجمهورية إميل لحود كما يطالب النائب سعد الدين رفيق الحريري زعيم «تيار المستقبل» والنائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، أجاب دعموش: «هذا أمر دستوري يتعلق بالبرلمان في لبنان، فهو الذي يحسم هذا الموضوع سلباً أم ايجاباً وهذا مرتبط بطبيعة القوى التي ستحكم البرلمان اللبناني المقبل». وليس من حقنا نحن أن نقول يجب إقالته أو لا يجب إقالته. إنه موضوع يناقش في البرلمان اللبناني، والأمر مفتوح على كل الاحتمالات». وعن العلاقة المالية مع سورية بعدما سحبت قواتها العسكرية من لبنان، قال: «نحن ندعو إلى علاقات متوازنة مع سورية لأنه لا يمكن أن يعيش لبنان من دون سورية نتيجة الترابط الجغرافي والتاريخي والاقتصادي والثقافي والسياسي والديني، ولهذا لا بد من وضع أسس لهذه العلاقة. ونحن مدعوون في المرحلة المقبلة لوضع صيغة تحفظ التوازن وتؤسس لعلاقة ايجابية ومتينة على قاعدة استقلال البلدين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد الآخر». وهل يوافق حزب الله على إعادة النظر في الاتفاقات السابقة بين بيروت ودمشق، أجاب دعموش: «نحن نرحب بكل اتفاقية تخدم مصلحة البلدين، أما فيما يتعلق بالاتفاقات السابقة وقد قيل عنها الكثير بأنها مجحفة في حق لبنان أو سورية، فهذا موضوع يحتاج إلى دراسة من قبل الحكومة المقبلة. وعلى هذه الحكومة أن تقرر ما مصلحة البلد وشعب لبنان. طبعاً كانت هناك قوة عاملة سورية في لبنان وانسحابها ترك آثاراً سلبية في مختلف المشاريع العمارنية وغيرها. وعلى الحكومة اللبنانية المقبلة معالجته مستقبلاً من أجل وضع أسس صحيحة لكل الاتفاقات التي يمكن أن تعقد بين الطرفين».