التقاعد فرض حياتي ولا بد من الاستسلام لهذا النظام.. سواء من السن النظامي أو من الخدمة, فهناك من يبحث عن التقاعد وهناك من يتريث بالتقديم للتقاعد, فالمسألة أصبحت حلقة حوار وفي الآخر سوف يكون باب التقاعد في انتظارك, الابتعاد عن المسؤولية وعن زمام أمور الوظيفة, بعد معاناة ومسؤولية لأكثر من (35سنة) اذا افترضنا ان الموظف باشر وهو ابن خمس وعشرين عام وبلوغه سن الستين اصبحت خدمته (35) عاما, كفاح على مدى السنوات بممارسة الوظيفة والتنقلات بناصب عديدة, والمؤسسة العامة للتقاعد تستقبل عشرات الآلاف من الأسماء سنويا بمختلف المسميات الوظيفية, وهاجس كل متقاعد هو الفراغ بعد التقاعد, فهناك من يجد نفسه بقراءة الكتب والصحف والتجوال عبر الإنترنت وقراءة ما هو جديد, وهناك من يستغل تقاعده بالمشاريع الصغيرة (حيث ان المتقاعد يتحصل على مبلغ معين) يختلف من مرتبة لمرتبة ومن الخدمة ايضا, يستغل هذا المبلغ بافتتاح مشروع يدر عليه مبلغ, يعتبرها البعض بداية لحياة جديدة, لا يستسلم لظروف الزمن والجلوس فقط في المنزل يتنقل عبر القنوات الفضائية لتضييع الوقت, حيث يجد نفسه انه غريب بعد التقاعد, بل يعتقد أنه لا زال قادر على العطاء ولديه القدرة العقلية وبحوزته الكثير من الأفكار, والأمور النفسية لها نصيب أكبر في ذلك, فالتخبطات بتفسير الأمور والهاجس, يلعبان في مخيلته وقد كانت هناك دراسة قبل سنوات ليست طويلة أن هناك جزءاً من الإحباط والملل والنفسية تكون متعلقة بالشخص بعد التقاعد مالم يحتضن نفسه ويلهو بها بما يفيده, لا زميل يتبادل معه الحديث ولا ورقة عمل (معاملة) بين يديه يلهو بها, اعتاد على مدار السنوات الماضية ان يكون متواجداً في الساعة الثامنة أو السابعة في المكتب ولكن (قدر النظام) استسلم للامر الواقع, وبلوغ الستين هو الحاصل في المتقاعدين, ونادر ما نجد ان الموظف خدم (40 سنة ) حتى يتم اعطاؤه راتباً كاملا..!! فقد تتراوح الخدمة لبلوغه الستين (بين 35 الى 37 سنة). ولو لاحظنا ان المتقاعد من المراتب غير ال(عليا) بين الاولى الى العاشرة تقريبا.. يعانون من حيث فقدان التأمين الاجتماعي بعد التقاعد من حيث انشاء بعض المميزات أو الصلاحيات كخدمة تقدمها مؤسسة التقاعد للمتقاعدين, المبلغ الذي يصرف للمتقاعد (الحكومي) يتركز على استحقاقه على مدى السنوات التي عمل بها ويحظى بمكافأة زهيده (6 شهور) ولو نظرنا أن من المرتبة الرابعة حتى العاشرة لا تتعدى مكافأة الخدمة (100,000) ريال, وهناك من يقبض (50,000) ريال, بعد عطاء دام لأكثر من (30 سنة) وفي الآخر (50,000) ريال مكافأة وراتب تقاعدي لا يتعدى (6000) ريال..!! متطلبات الحياة في ازدياد والمتقاعد يعول اسرة , هذه الأسرة تحتاج الى الكثير من متطلبات الحياة .. وبعض المتقاعدين يجدون صعوبة في تسديد فواتير الكهرباء والهاتف والجوال، ومنهم من يجد صعوبة في ايجاد المأكل والمشرب والملبس لأسرهم، تاريخ (15) من كل شهر اصبح هاجس كل متقاعد.. ولكن نريد عبر هذه المقالة ونناشد المؤسسة العامة للتقاعد النظر حول هذا الموضوع بأن تسعى لعمل مميزات وحقوق للمتقاعد بعد تقاعده خصوصاً المتقاعدين من المراتب الصغرى , من حيث وضع مكافأة خدمة غير ( 6 شهور) وإعطائه تخفيضاً لرسوم الشراء من تذاكر للسفر الداخلية ورسوم الاستقدام والمرور, كذلك فتح العلاوة السنوية حتى وفاته, بحيث لا يعاني من زيادة الهم (هم), ونتمنى من القيادة الحكيمة أن تساعد المتقاعد (من الرواتب الصغيرة) بالحرص على رفاهية المواطن (المتقاعد) وضمان تحقيق مستوى اجتماعي مناسب له .. أسئلة عابرة: .. لماذا البنت تنحرم من حقوقها من تقاعد ابيها بعد الزواج.. وكذلك الابن بعد بلوغه سن (21 ) ولماذا الزوجة لا تأخذ نصيب زوجها المتوفى من تقاعده كاملا اذا افترضنا ان البنت والابن ينقطع عنهما الراتب التقاعدي..؟ * إعلامي