الرابح اللي لا ذلول (ن) ولا شاة ولا عيال (ن) في الدهر يمحنونه وثمة رواية أُخرى تستبدل عيال بورعان.. فيكون بيت الشعر كالتالي: الرابح اللي لا ذلول (ن) ولا شاة ولا ورعان (ن) في الدهر يمحنونه ماعلينا.. فالبعض من عامة الناس يطلق تسمية الورع على الولد (ياورع) فأبدأ شارحاً فكرة سوانح اليوم والعنوان أعلاه وبيت الشعر الذي يدور حول معاناة الإنسان.. وبالذات الرجل (الغلبان) الذي يكدح في الحياة.. عندما يكون لديه مال وولد.. فينشغل بهما ولا يهتم بجانب التسلية والمرح في حياته.. والشعر كثير وكذلك النثر في تمني (راحة البال) والبُعد عن الهموم وعدم التفكير.. بل ان البعض يمتدح (ويغبط) من هو (من العقل خالي) وثمة حكاية من المناسب ذكرها اليوم عن صديقين حميمين يسكنان في منزلين طينيين متلاصقين أيام زمان.. وأي شيء يحدث لأحدهما أو زوجته.. لا بد أن يعرفه الآخر.. وكان أحدهما ثرياً ومشغولا دائماً في حساباته وجمع المال.. إلا ان زوجته ليست سعيدة.. ويزيد من شعورها بالتعاسة والقهر والغيرة.. رؤيتها (لمرزام) سطح بيت الفقير وزوجته.. والماء يتسرب منه كل ليلة تقريباً أو عند الفجر.... وفي اليوم التالي تلاحظ (زوجة الثري) ان جارتها سعيدة ودائمة الحبور والابتسام.. بسبب شيء تفتقده وتفتقره زوجة الغني والمشغول دائماً عن زوجته (بالذلول والشاة) والدليل هو ان (مرزام) بيت الغني يكاد يكون جافاً معظم الأيام.. ولأن (كيد النساء عظيم) قامت زوجة الثري باقتراح على زوجها لينتشل صديقه الفقير من الفقر.. وذلك بإعطائه (أو تسليفه) مبلغاً من المال ليُتاجر به كي يغتني.. أليس صديق عمره ورفيق دربه !!.. فلماذا لا يقف معه كي يصبح تاجراُ مثله.. وتسعد زوجته بما ترفل به زوجة الغني من مال وترف وعز.. ويقول الراوي ان خطة زوجة الثري قد نجحت.. والدليل ان المياه لم تعد تنزل من (مرزام) جارهم الذي كان فقيراً وسعيداً قبل ذلك.. وقبل أن يكون له ذلول (ن) وشاة.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.