تذمر عددٌ من سكاني حي "أبو مراغ" شمال مكةالمكرمة من ظاهرة طفح المياه داخل المنازل، وظهرت موجة من التساؤلات على الأهالي بشأن انبعاث مياه تنساب من داخل الأرض. ويعد حي "أبو مراغ" أحد أكبر أحياء شمال مكة، ويشتهر بكثرة الاستراحات ومقر الإصلاحية بمكة، وسمي بذلك لكثرة تجمع المياه التي تنساب من الأدوية المحيطة حوله؛ مما يحوّله إلى أشبه بالوحل، ويسميه أهل البادية ب"المراغة"، وعرف الحي قبل نصف قرن بزراعة البطيخ على الأمطار.. "الرياض" وقفت على أكثر من خمسة مواقع في نواحٍ متفرقة للتأكد من وجود كميات الماه التي تحولت إلى أشبه بالمستنقعات تتكاثر حولها أسراب البعوض. وأشار "مريف البارقي" إلى أنّ مشاعر الفرح بالسكن في منزله بدأت تتلاشى؛ بسبب محاصرة المياه لهم، حيث أصبح الحي مليئا بالمستنقعات وتجمعات المياه، والطبقة الخارجية للشوارع أضحت مبتلة، وردم قطعة أرض أمام منزله لإخفاء بحيرة المياه التي تكونت جراء التسربات، مبيناً أنّ المشكلة بدأت في الظهور قبل شهرين، وتحديداً بعد تنفيذ مشروع تجديد شبكة المياه، وقد يكون تجمع المياه ناجماً عن تسرب من داخل الشبكة. فيما بيّن محمد الطيار -معلم- أنّ تسرب المياه لداخل المنازل في حي أم مراغ كبده خسائر مادية، وأنّه اضطر إلى تغيير "بلاط" منزله، ولم يهنأ بعد تغييره حتى عادت إليه التسربات من جديد وبدأت في إفساد ما أصلحه، وأنّ تجمع المياه أحاط المنزل بطريقة مزعجة. وإذا كان تسرب المياه واحدا من صور معاناة سكان الحي فإن ثمة مشكلة أخرى تكبد السكان الخسائر؛ هي شفط مياه الصرف، فمجرد تعبئة صهاريج مياه الشرب يقابلها شفط "وايت" من مياه الصرف، وقد تكفل بعض أهل الخير بشفط مياه المساجد التي تطفح بعض خزاناتها بالمياه الآسنة. وكشف "أحمد هبة" -من أقدم سكان المخطط- أنّ مشكلة طفح المياه ضربت أسعار الشقق السكنية وقطع الأراضي، وانّ ثمة عمائر تم إخلاؤها من قبل المستأجرين؛ بسبب غزو أسراب البعوض، وانبعاث الروائح المنتنة نتيجة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشبكة داخل أرض المخطط، وأنّ العديد من السكان تركوا المخطط بعد الأزمة. وذكر "تركي اللحياني" أنّ تفاقم مشكلة الصرف الصحي في الحي زادت من أزمة طفح المياه، وأنّ الأهالي يضطرون إلى "شفط" مياه الصرف الصحي كل عشرة أيام، فيما ألمح "فهد اللحياني" إلى أن أراضي الحي تحولت إلى مرتع للبعوض ومستقر لها، وأثارت مخاوف السكان من انتشار الأمراض. التسرب غمر الأراضي الفضاء وكوّن مستنقعات