أوصى حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا امس بمواصلة الحوار مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي «من اجل توقيع اتفاق الشراكة». ونص التقرير السياسي للحزب في ختام مؤتمره القطري العاشر في دمشق الخميس بعد مداولات استمرت اربعة ايام على «الرغبة في استمرار الحوار مع الولاياتالمتحدة». وياتي ذلك في الوقت الذي تحدثت صحف عن حصول واشنطن على «معلومات موثوقة» بان عملاء لسوريا يخططون لاغتيال شخصيات سياسية معارضة في لبنان. وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز امس ان مسؤولا كبيرا في الادارة الاميركية تلقى معلومات «من العديد من المصادر السورية» بان دمشق تخطط لاغتيال شخصيات لبنانية سياسية. وكانت دمشق والحكومة اللبنانية الموالية لها نفتا المزاعم بانهما وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والصحافي المعارض لسوريا سمير قصير وكذلك سلسلة التفجيرات التي شهدها لبنان منذ اغتيال الحريري. وعقب اغتيال الحريري في شباط «فبراير» الماضي، تصاعدت الضغوط الدولية على سوريا لسحب قواتها من لبنان بعد 29 عاما من تواجدها هناك. إلى ذلك، أكد سياسي لبنان بارز وشهود عيان بان اجهزة الاستخبارات السورية، التي غادرت لبنان في 26 نيسان «ابريل»، استأنفت نشاطها في مناطق متعددة من لبنان مع الانتخابات النيابية الجارية. وهو ما اشارت اليه منظمة الاممالمتحدة وما اكدته كذلك صحيفة اميركية امس الجمعة. فقد اكد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان اجهزة الاستخبارات السورية ما زالت تنشط في لبنان محذرا من ان الاغتيالات ستستمر «بعلم الاسد (الرئيس السوري بشار) او بغير علمه» وذلك في حوار تلفزيوني. واتهم النائب جنبلاط الرئيس السابق لاجهزة الاستخبارات السورية في لبنان العميد رستم غزالة بالتدخل في العملية الانتخابية الجارية مشيرا الى ان عددا من مساعديه ما زالوا يتحركون في مناطق مختلفة. وقال جنبلاط «رستم غزالة، الذي كان على القيادة السياسية السورية ان تعتقله، يجول في البقاع (شرق) وقد فرط التحالف بين النائب الياس سكاف وتيار المستقبل». ويتراس سكاف لائحة تواجه اللائحة التي يدعمها تيار الحريري (الذي اسسه رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في شباط «فبراير») في قضاء زحلة احد الدوائر الانتخابية الثلاث في البقاع (شرق) التي تجري انتخاباتها غدا في المرحلة الثالثة من الانتخابات النيابية التي بدأت في 29 ايار «مايو». وردا على سؤال لفرانس برس نفى سكاف الوزير الكاثوليكي السابق ان يكون قد التقى غزاله منذ مغادرته لبنان مع القوات السورية في 26 نيسان «ابريل». وقال لوكالة فرانس برس «لم ار العميد غزاله منذ مغادرته ولم يجر بيننا اي اتصال هاتفي». بالمقابل اكد شهود عيان لوكالة فرانس برس مشاهدتهم عددا من ضباط المخابرات السورية يجولون في الاسابيع الاخيرة في البقاع وفي شمال لبنان المحاذيين لسوريا. وقال مرشح موال لتيار الحريري لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته «هؤلاء الضباط، الذين يحمل بعضهم الجنسية اللبنانية ويعرفهم اهالي المنطقة، يطلبون من رؤوساء البلديات والمخاتير ان يقترعوا وان يدفعوا الناس الى الاقتراع للمرشحين المقربين من دمشق». يذكر بان صحيفة «المستقبل» التي تملكها عائلة الحريري اشارت عدة مرات مؤخرا الى تدخل ضباط سوريين في العملية الانتخابية. وقال جنبلاط «خرج السوري انما مخابراته بقيت لاستكمال الوصاية وعمليات التخويف». واضاف «بعلم الرئيس بشار الاسد او بغير علمه الاغتيالات مستمرة» مؤكدا «ان كل المعارضة مستهدفة». واوضح جنبلاط ان عددا من الضباط السوريين ذكرهم بالاسم يعملون في ضاحية بيروت الجنوبية الشيعية وفي شمال لبنان وفي البقاع وخصوصا في منطقة الشوف حيث يجمعون معلومات عن حراسه الشخصيين. من جانبه قال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان يوم الخميس انه يدرس ايفاد فريق للامم المتحدة الى لبنان للتحقق من انباء عن احتمال وجود ضباط استخبارات سوريين في البلاد. وكانت بعثة للامم المتحدة قد أفادت في 23 من مايو «ايار» ان سوريا سحبت جنودها لكنها قالت انه لا سبيل لمعرفة هل لايزال هناك ضباط استخبارات في البلاد. وقال عنان للصحفيين ردا على استفسارات بشأن الاستخبارات السورية «نتلقى الان تقارير بانه قد يوجد عناصر هناك ونحن ندرس امكانية عودة فريق التحقق للتأكد مما يجري.» وكانت فرنساوالولاياتالمتحدة حثت عنان على ارسال بعثة التحقق الى لبنان مرة اخرى لكن الامين العام كان يرفض ذلك ظنا منه ان الفريق سيعود بنفس النتيجة غير الحاسمة. غير ان مبعوثا رئيسيا في الاممالمتحدة قال ان عنان يعيد الآن دارسة الامر لان «فرنساوالولاياتالمتحدة فيما يبدو تضغطان عليه.» وكانت فرنساوالولاياتالمتحدة هما أيضا وراء القرار الذي أصدره مجلس الأمن في سبتمبر «أيلول» الماضي الذي طالب بخروج القوات الأجنبية من لبنان. وأنهت سوريا بالفعل وجوداً دام 29 عاماً. وقال سفير سوريا لدى الاممالمتحدة فيصل مقداد انه اذا كان هناك ضباط استخبارات في لبنان فانهم من فرنسا او الولاياتالمتحدة او اسرائيل. واضاف «اني على يقين انه لا يوجد سوريون هناك. فليتحققوا بانفسهم.»