تنطلق غداً «الأحد» المرحلة الثالثة من الانتخابات النيابية اللبنانية في محافظتي جبل لبنان والبقاع، في أجواء من المنافسة الانتخابية لم يشهدها لبنان منذ اتفاق الطائف، حيث يحتدم الصراع السياسي بين قوى المعارضة اللبنانية من جهة، ممثلة بلقاء قرنة شهوان و«تيار المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي بالتحالف مع «حزب الله» «وأمل» وبين العماد ميشال عون متحالفاً مع عدد من رموز السلطة اللبنانية، لا سيما في دوائر الجبل الأربع: بعبدا - عاليه، المتن الشمالي، وكسروان - جبيل، إلى جانب الشوف. وعشية المنازلة الانتخابية غير المسبوقة، ارتفعت حدة التصعيد السياسي والقصف الانتخابي المتبادل بين العماد عون ولوائح المعارضة وسط أجواء محمومة من التعبئة الانتخابية، مما دفع وزارة الداخلية إلى اتخاذ اجراءات أمنية احترازية للحؤول دون حصول احتكاكات أمنية بين أنصار اللوائح المتنافسة وخصوصاً بعد ورود معلومات عن «طابور خامس» بدأ العمل في بعض المناطق للشغب على العملية الانتخابية. وتخطى التراشق السياسي السقف المتعارف عليه، خصوصاً على جبهة عون الذي ركز حملته في اتجاه النائب وليد جنبلاط والنائب المنتخب سعد رفيق الحريري في محاولة لاستثارة الميول الطائفية، فيما كشف جنبلاط عن تدخلات لضباط الأجهزة السورية واللبنانية لخريطة اللوائح الانتخابية في البقاع وغيرها، معتبراً أن المعارضة مستهدفة من قبل عون الذي جاء لتدميرها، كما كشف عن قرار باستئناف الاغتيالات السياسية بعلم الرئيس السوري بشار الأسد أو من دون علمه. وكشف جنبلاط أن المسؤول السابق في الحزب التقدمي الاشتراكي جمال كرارة المعروف باسم «ابو هيثم» قد اطلق سراحه منذ عدة أشهر للقيام بمهمات أمنية في بيروت لافتاً إلى أن السؤال من اطلاقه يجب أن يوجه إلى الرئيس اللبناني أميل لحود وإلى المسؤول السابق في التحقيق في الجيش اللبناني العقيد عماد القعقور، ونصح قائد الجيش العماد ميشال سليمان أن لا يبقى المسؤول عن الأمن القومي في الجيش العقيد محمد فهمي مكانه لأنه أحد أزلام العميد رستم غزالي. وكشف كذلك عن معلومات في اغتيال الصحافي سمير قصير بأن هناك مقدماً في مخابرات الجيش يحقق في الموضوع، وهو من المقربين من الأحباش ومن قائد لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان والمسؤول السوري السابق في المخابرات العقيد جامع جامع، معتبراً أن الأمن العسكري اللبناني مخترق بجهاز رستم غزالي. وقال إنه يمطئن عندما تدخل قيادات أمنية كبيرة إلى السجن مثل اللواء علي الحاج وغيره فعندها ارتاح إلى أمني الشخصي.