ظل القرآن الكريم على مر العصور موضع عناية ورعاية الخلفاء والأمراء والوزراء والعلماء والحفّاظ وعامة المسلمين تحقيقاً لقوله سبحانه وتعالى: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» (الحجر: 9)، واستجابة لأمره «كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكر أولو الألباب" » (ص: 29). فالقرآن الكريم هو المرتكز الأول للعلم النافع الذي ينير الحياة ويمنحها أسباب التقدم والنجاح لأنه يفتح الآفاق أمام الأبصار ويدعو الأفئدة إلى التدبر والعقول إلى التفكير لاكتشاف أسرار الكون وإدراك عظمة الخالق وجليل صنعه والصدور بعد ذلك في مشوار الحياة عملاً وتعاملاً ووفق مبدأ إيماني قائم على الوسطية والتسامح والاعتدال بما يعزز شخصية المسلم ويجعله مثالاً في خلقه وأمانته ومحطاً للاقتداء والتقدير. ولقد كانت ولا زالت عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم عناية فائقة أخذت أشكالا متعددة وأطراً مختلفة ، فالمتأمِّل للأعداد الكبيرة من الحفَّاظ الذين يتخرَّجون بالآلاف سنويا من طلاب الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والمدارس والجامعات في مدن المملكة يدرك الجهد الكبير الذي بذلته الدولة رعاها الله في هذا الصدد فجهود المملكة في خدمة القرآن وأهله كثيرة وكبيرة وملموسة على كافة الأصعدة والمستويات، ومسابقة الأمير سلمان المحلية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره واحدة من هذه الجهود الجبارة، وبطبيعة الحال فإن بلوغ هذه المسابقة المرموقة عامها الرابع عشر يعد تأكيدا على دور المملكة وجهودها ، كما أن المسابقة ولله الحمد ذات اهتمام ومحط تقدير وعناية من قبل الجميع، وتنال متابعة كثير من الحفاظ والمتخصصين بل وحتى من غيرهم وذلك دليل قاطع على مكانتها وتميزها وتميز المشاركين فيها على وجه العموم.. وقد لاحظنا على مدى السنوات الماضية أن المسابقة تنال رعاية واهتمام كبار المسؤولين في المملكة بحضورها وتكريم الفائزين بها. وتأتي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لهذه المسابقة لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره لتؤكد من جديد حرص ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة - وفقهم الله - منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - حتى عهدنا الزاهر بقيادة راعي مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عب العزيز آل سعود - حفظه الله - على الاهتمام بالقرآن الكريم ونشر علومه في مشارق الأرض ومغاربها وتشجيع الناشئة المباركة من أبناء الوطن على حفظه في الصدور وحثهم على العمل بمقتضاه. وتهدف المسابقة إلى خدمة كتاب الله الكريم بما يليق بمكانته العالية، وربط أبناء الوطن به تعلماً وتعليماً وعملاً، وتشجيع الشباب والناشئة من البنين والبنات على العناية بكتاب الله الكريم وحفظه، وإجادة تلاوته، ومعرفة معانيه، والعمل به، والإعانة على إعداد جيل صالح ناشئ متخلق بآداب القرآن الكريم ملتزم بأحكامه. والمسابقة تعد من أعمال البر والتقوى وتدل على حب وعناية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للخير وحرصه على تنشئة أبناء الوطن تنشئة إسلامية وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة والمبادئ الفاسدة وإبعادهم عن مزالق الشبهات والضلالات ، إنني أشكره على هذه المسابقة ورعايته لها وأسأل الله العظيم أن يضاعف له الأجر والمثوبة وأن يرفع منزلته في الدنيا والآخرة. * وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد