كان الإسطبل "الأزرق" لأبناء الأمير محمد بن سعود الكبير ولا يزال الطرف الثابت مع الإسطبل" الأبيض" لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المعادلة التنافسية للفروسية المحلية وبخاصة في كأس المؤسس منذ انطلاقته الأولى الذي حمل "الأزرق" لواء ريادة أبطاله بجواد "التاريخ الطويل" عام 1419ه وتوزعت بعد ذلك القاب نسخته ال14 الماضية ما بين الإسطبلين العملاقين بثماني بطولات للأبيض.. وخمس للأزرق فضلا عن واحدة للأحمر قبل عشر سنوات .. غير أن أكثرها قوة وإثارة تنافسية كان في موسم 1430ه حين توجت الفرس الزرقاء (مكانه) بالكأس ووضعت حداً لهيمنة الأبيض على بطولات المسابقة خلال خمسة أعوام متتالية (1425-1429ه) مهدرة بذلك على "الأبيض" فرصة إمتلاك الكأس للمرة الثانية لفوزه بلقبها ست مرات متتالية . ولا غرو أن مثل هذه الإطلالة الزرقاء على بطولات التاريخ أكسبت فروسيتنا حماساً أعلى ومنحتها قدراً أكبر من تكافؤ الفرص التنافسية بين قوى الاسطبلات الكبرى .. كما أن هذا الحضور البطولي والخيل البارعة لاسطبل ابناء الامير محمد بن سعود الكبير بجانب الأداء المدهش والقدرات الرائعه لجياد اسطبل ابناء الملك عبدالله بن عبد العزيز.. أضفى طابع الإثارة والتشويق على بطولاتنا الكبرى والفضل في ذلك بعد الله يعود إلى حسن التخطيط وسلامة النهج الذي رسم معالمه مهندسو انجازات الإسطبلين العملاقين الأمير سلطان بن محمد والأمير متعب بن عبدالله اللذين أصبح وجودهما المؤثر في الساحة الفروسية ذا أثر إيجابي كبير على منافساتنا الخيلية لما يبذلانه من جهود مضنية في الإشراف على التحضير والإعداد لإظهار جيادهما بأقوى صورة تنافسية وأجمل حلة في الإثارة والمتعة بالمحافل الفروسية. وفي السباق الأخير لكأس المؤسس تألق المخرج التلفزيوني ناصر الصقيه في رصد لقطات معبرة تكشف حجم الضغوط النفسية التي بدت واضحة على محياهما قبل انطلاقة شوط البطولة الغالية نتيجة اقتراب لحظة قطف الثمار وحرصهما على الكأس الغالي الذي كسبه الاثنان في تلك اللحظة التي انتهى فيها السباق التاريخي وسارع الأمير متعب إلى معانقة اخيه الأمير سلطان مباركا ليكن أول المهنئين بالبطولة. حقا إنها روح المنافسة الشريفة والفروسية الحقة القائمة على مبادئ النبل والشهامة بين رموز الفروسية نتوارثها جيلاً بعد آخر ونفخر باستمرار تواجدها في مياديننا السعودية.