من المعروف أن الرضاعة الطبيعية لا تعود بالمنفعة فقط على المولود بل على الوالدة أيضاً، لكن دراسة جديدة أظهرت وجود منافع طويلة الأمد لها إضافة إلى القصيرة منها. ونقل موقع "لايف ساينس" الأميركي عن الباحثين بالأكاديمية الأميركية لطب الأطفال تأكيدهم على أهمية الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم، وقال العلماء إن "المنافع الصحية القصيرة وكذلك الطويلة الأمد تتراكم لدى الأمهات المرضعات". وتبدأ المنافع بعيد الولادة، حيث أن الأمهات المرضعات يخسرن دماً أقل ما بعد الولادة وتتقلص أرحامهن لتعود إلى حجمها الطبيعي بشكل أسرع. كما تنتفع صحة الأم العقلية من الرضاعة أيضاً، إذ أن دراسة أسترالية كانت أظهرت أن اكتئاب ما بعد الولادة يزداد لدى الأمهات غير المرضعات واللواتي يلدن قبل الأوان. وإضافة للمنافع القصيرة الأمد، للرضاعة منافع طويلة الأمد، فقد أظهر البحث تأثيرات لها على قدرات الأم لاستعادة وزنها الذي كانت عليه قبل الحمل. وبيّنت دراسة شملت 14 ألف أم جديدة أن اللواتي أرضعن لمدة لا تقل عن 6 أشهر كان معدل وزنهن أقل من الباقيات. وبين النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل تبين انخفاض بنسبة بين 4 إلى 12 في المئة بخطر الإصابة لاحقاً بالنوع الثاني من السكري لكل سنة رضاعة. وظهر أن النساء اللواتي أرضعن لمدة لا تقل عن 12 شهراً في حياتهن يتراجع لديهن خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الرثياني بنسبة 20 بالمئة، واللواتي أرضعن لمدة لا تقل عن 24 شهراً يتراجع لديهن الخطر إلى النصف. وبيّنت دراسة أخرى شملت 139 ألف امرأة، نظرت في كيفية انتفاع قلوبهن لدى إرضاع مواليدهن طبيعياً، انخفاضاً بنسبة 11 بالمئة بخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبنسبة 19 بالمئة في خطر ارتفاع معدلات الدهون في الدم، و10 بالمئة في خطر الإصابة بأمراض القلب. ويتراجع خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض بنسبة 28 بالمئة لدى النساء اللواتي يرضعن لأكثر من سنة.